الأخبار
ابتلي اليمن بكارثة مدمرة يطلق عليها “حقول الموت”.. كارثة جعلت من اليمن قاب قوسين أو أدنى من مصير مجهول يعبث بحاضره ومستقبله.
وللإشارة إلى عمق المشكل، كشف رئيس مؤسسة رصد للحقوق والحريات والتنمية المستدامة معلومات مخيفة عن حقول ألغام ميليشيا الحوثي حيث بين أن هذه الحركة الإنقلابية كثفت عمليات زراعة الألغام عقب دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في الثامن عشر من ديسمبر الماضي.
وكان مسلحو الحوثي قد نفذوا ما أسموه “إحياء الألغام” وهي زراعة ألغام جديدة في نفس أماكن الألغام التي انفجرت وأوقعت ضحايا من المدنيين. هذا التفنن والتلذذ للإطاحة بالمدنيين يكشف مدى دموية هذه الميليشيات و استمتاعها بإراقة الدماء و بمعاناة الذين بترت أطرافهم و بدموع الثكلى.
وشهد عدد الضحايا تزايدا ملفتا عقب إتفاق استكهولم إذ بلغ عدد القتلى 56 شخصا بينهم 20 طفلا و7 نساء، فيما سجل إصابة 31 شخصا من بينهم 9 أطفال وذلك بسبب حقول الألغام الحوثية التي امتدت لمساحات جغرافية جديدة حيث قدر عددها بـ37 حقلا ممتدة على مساحة 594 كيلومترا في 17 مديرية فقط، مما جعل نحو 800 ألف مدني شبه عالقين في حقول الألغام المنتشرة في وقت قدرت خسائر القطاع الزراعي والاقتصادي بـ2 مليار دولار جراء هذه الآفة.
وبالإضافة إلى العدد الهائل للألغام الذي بات يؤرق اليمنيين فإن اليمن يقف مشدوها أمام عقبة أخرى قد تكون نتائجها أسوء من السابقة إذ تواجه البلاد تحديا كبيرا في ظل زراعة الحوثيين للألغام بطريقة عشوائية مما يجعل جمعها أمر مستحيل فهؤلاء عمدوا إلى طمر الألغام بمعدل مرتفع للغاية على طول السواحل و حول المدن الرئيسية و على طول طرق النقل.. حتى صار الفرار منها ضربا من المستحيل.
حقول الموت هذه حولت حياة اليمنيين إلى جحيم، فلم يعد أحد واثق من عودته سالما إلى ذويه إذ تتربص به الألغام في كل خطوة لذلك سيظل نزع الألغام القضية الرئيسية التي ستقض مضاجع اليمنيين في الفترة القادمة.