الأخبار
قالت الأمم المتحدة: “إن الأزمة الإنسانية في اليمن تفوق الوصف”. وهي بالفعل كذلك. إذ أن هذا الوضع ليس بجديد على اليمن منذ أن طفت على المشهد ميليشيات الحوثي الإرهابية. فقد صار ذاك الوضع أمرا واقعا منذ نكبة الإنقلاب عام 2014، حيث لا يمكن لأي شخص أن يتخيل كم الإجرام والوحشية التي تسكن أفراد هذه الجماعة.
الحوثي في بداية انقلابه رفع شعار محاربة الإرهاب. لكن كيف لمن أتى بالإرهاب ومتحالف مع الإرهاب أن يحارب الإرهاب؟.
الإرهاب الذي تحدث عنه الحوثي كان قبل الانقلاب مجرد أنشطة نادرة يسمع عنها الناس نادرا، لكن بقدوم هذا الفصيل أصبح الإرهاب عاما وشاملا، تجلى خاصة في كمائن الموت.
وتعتبر زراعة الألغام الأخطر على حياة المدنيين باعتبارها مصائد كامنة في باطن الأرض تنتظر فريستها بكل خبث، حيث أوضحت منظمة “أطباء بلا حدود” أن الناس في اليمن محاصرون بالألغام، فضحاياها الرئيسيون الذين طالتهم الأخطار القاتلة لهذه الآفة التي زرعتها الميليشيات لم يكونوا سوى المدنيين، فهم من تعرضوا للقتل وفقدان الأطراف أو التشوهات التي ستبقى تلازمهم مدى الحياة والتي ستلاحقهم تبعاتها.
ووفقا للتقارير الصادرة عن عدة منظمات، لم تنحصر مأساة الألغام التي وزعتها الأيادي الحاقدة على القتل والتشويه فقد تعدتها إلى عقوبة مضاعفة تمثلت في حرمان السكان من سبل رزقهم بعد أن هجروا حقولهم الزراعية وكذا منازلهم التي فخخت والطرقات المؤدية إليها قسريا فرارا من هول هذا الجحيم الذي رميت فيه.
فبعد أن كانت مزارعهم ووديانهم مصدر عيشهم تحولت إلى حقول موت تخطف أرواحهم وتحصد رؤوسهم. إذ أودت الألغام بحياة الكثيرين بما في ذلك المواشي.
لقد حرص الحوثيون منذ بداية انقلابهم المستمر منذ ما يزيد عن الست سنوات على زراعة المناطق التي يخسرونها أمام القوات الحكومية بالألغام والعبوات الناسفة. فهذه الميليشيات انتهجت سياسة الإذلال بحق اليمنيين بهدف الانتقام منهم وكذلك لاستخدامهم كوسيلة ضغط لتقديم تنازلات.
إن الحالة التي وصل إليها الشعب اليمني لم تعد تحتمل المزيد من الصمت وغض البصر على ما ترتكبه هذه الفئة الإجرامية من فظاعات في حق أناس أبرياء عزل.
فتلويث أرضهم بالألغام ومحاصرتهم بها يعد جريمة في حق أرض وشعب. فهي كارثة ستستمر لسنوات نتيجة الكم الهائل الذي نشرته جماعة الحوثي ومواصلتها في فعل ذلك إلى الآن.
لم يعد هناك قليل من الشك أن هذه الميليشيات تحمل فكرا إرهابيا موغلا في الوحشية ومشابها لفكر حلفائها، هدفه جعل اليمن مسرحا لأعمالها الإجرامية ولأفعالها اللاإنسانية التي ألحقت الكثير من الضرر باليمن.
ونتيجة لهذا الوضع المأساوي، تحركت بعض الجهات لمد يد العون لليمن. لكن يبقى مشروع مسام أهمها على الإطلاق نظرا لدورها الريادي والفعال في تطهير الأراضي اليمنية من ألغام الحقد عبر خطط وبرامج حديثة.
وقد تمكنت فرقه الهندسية خلال الأسبوع الثاني من شهر ديسمبر من إزالة 1346 لغما وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة وتطهير 340611 مترا مربعا من الأراضي اليمنية، لترتفع حصيلة ما وقع نزعه منذ 28 نوفمبر الماضي ولغاية 18 من ديسمبر الجاري إلى 4468.
إن ما قدمه ويقدمه مسام هو دليل على الخبرات والمؤهلات العالية التي يزخر بها المشروع، والتي جندها جميعا خدمة لهدف إنساني يسعى لاستئصال الألغام المتربصة بحياة الناس والهادفة لإزهاق أرواح الأبرياء.