الأخبار
كلنا نعرف الحكمة التي تقول “من حفر جبا لأخيه وقع فيه”، وهذا حال المليشيات الحوثية التي لا تتوانى عن زراعة الألغام في مختلف المناطق اليمنية دون هوادة. فهذه المليشيات تبذل كل ما في وسعها لإراقة سواقي الدم وتجتهد أيما اجتهاد في صناعة الشر وزرعه في اليمن.
لكن هذه الشرور أحيانا ما تقلب الطاولة على صاحبها، وتحوله من مفترس إلى فريسة، وتغدو الألغام التي زرعتها المليشيات بيدها والتي أريد منها نهش لحم اليمنيين، هي من تنهش أجساد من زرعوها بأنفسهم، تزهق أرواحهم بصنيع شرورهم.
ورغم ذلك لا تتعظ هذه الميلشيات أبدا ولا تفقه الدرس ولا تتوقف عن صنيعها المشين بالواقع اليمني. فكم من حادثة سجلت في اليمن، هلك فيها الحوثيون بشرور ألغامهم وعبواتهم الناسفة التي يزرعونها بأنفسهم دون خرائط وبسعي حثيث لتمويهها.
فمؤخرا قتل وأصيب 7 من ميليشيا الحوثي، بانفجار عبوة ناسفة في جبهة ماوية شرقي تعز.
وقد قال مصدر محلي لنيوز يمن، إن عبوة ناسفة كانت زرعتها مليشيا الحوثي في موقع بمنطقة باهر الخاضعة لسيطرتها، انفجرت بعناصر المليشيا وقتلت خمسة منهم وأصابت اثنين آخرين.
فحتى دماء ذويهم من الميلشيات لم توقظ ضمائر هؤلاء ولم تجعلهم يتوقفون لوهلة لتفكير فيما يقومون به من صنيع منسلخ عن الإنسانية تماما، فهذه الألغام التي لا تفرق بين الأجناس والأعمار والفئات، لا تعرف سوى التقتيل وإراقة الدماء، فإذا استمر هؤلاء في دفنهم لفخاخ الموت تحت الأرض، فإنهم لا يضرون الأبرياء من أبناء اليمن فقط، وإنما يحولون هذا البلد إلى بساط ملغوم يهلك كل من هب ودب عليه، فهذه الألغام هلاك جماعي للحرث والنسل وإشاعة للموت دون جريرة أو ذنب.
فهذه المليشيات التي تصنع وصفات الموت المتفجر وتزرعه في ربوع اليمن سينالها من شر أعمالها وستذوق حتما من الكأس التي أذاقتها لعدد من اليمنيين حتى الآن، فالمأساة واحدة والتحدي واحد والعدو واحد، فمتى يكف هؤلاء عن المضي قدما في غياهب نفق الألغام هذا ويستفيقوا من غيبوبة الدم تلك ويعود لرشدهم، فاليمن بحاجة اليوم اليقظة في الضمائر وهمة عالية لتحرره مما دفن فيه من ألغام.
ولتعلم هؤلاء المليشيات أن التاريخ لن يرحم زراع الموت هؤلاء الذين حولوا اليمن إلى منجم مفتوح للألغام بأيدهم، فـ90٪ من الألغام التي نزعتها فرق مسام هي ألغام محلية الصنع أو مستوردة من إيران، بالإضافة إلى الألغام المعدلة التي حولت ألغام الآليات إلى ألغام فردية. فمتى ترحل الألغام عن الواقع اليمني ويسقط مسرحها الدموي على رؤوس زراعها، لتسلك الحياة في اليمن مجراها الطبيعي.