الأخبار
حتى آخر رمق تصر الميلشيات في اليمن على جعل الخراب والتدمير والانتقام الدموي البصمة الوحيدة لها، فمع تتالي هزائمهم وتوالي خسائرهم لمناطق نفوذهم الزائف، تتجلى محن التركات الثقيلة للأذية التي يتركوها هؤلاء المارقون على كل القوانين الوضعية والإنسانية والسماوية.
أوكار وكهوف قادت منها هذه الجماعات الدموية عدوانها على الأمن والإنسانية باليمن، وبخسارتها لم تجد هذه الميليشيات غير الألغام والتفخيخ إلاسبيل لمد أنفاس أزمة محسومة بكل اللغات والحسابات لصالح جهود الأمل والإغاثة وإحلال العدل.
فاليوم يضاف إلى قائمة إنجازات أولي العزم في اليمن، نجاح قوات المقاومة اليمنية في دحر مسلحي الحوثي عن مدينة التحيتا، من خلال كسر قيد الحصار الخانق المضروب على هذه المدينة التي تنفس أهلها الصعداء وهبوا للاحتفال.
فرحة سعى الحوثيون لسلبها بأسلوبهم الدموي المعهود من خلال زرع فخاخ الموت كما دأبوا على ذلك في ربوع اليمن.
وقد فكك لواء العمالقة مفخخات زرعتها هذه الميليشيات في العديد من المؤسسات المدنية في التحيتا بعد تحريرها، ومن بين هذه المباني المفخخة مدارس للأطفال ومؤسسات حكومية. وعثرص المقاومة على مثل هذه المفخخات المموهة في جميع المرافق الحكومية في التحيتا.
فهذه الخفافيش الدموية لا تؤمن في أيديولوجيتها الظلامية بأن الأخلاق تمتد حتى لساحات المعارك والمواجهات وأن الانسلاخ عن الأبعاد الإنسانية حتى في خضم الحروب يحولنا إلى كائنات أخرى غير البشر ويدفع بنا إلى خانة التوغل في الجبروت والدموي.
وتحولت الألغام والمتفجرات مع هذه الميليشيات إلى آخر رصاصة يطلقونها قبل الفرار من وكر خيل لهم أنه سيكون معقل سلطتهم ونفوذهم، لكنه لم يبق كذلك بعد هبة أولى العزم ودخول خيوط الأمل الوضاءة معهم إليها.
وهنا لم يبق لهؤلاء الخفافيش إلا الفرار من هذا النور الساطع الذين لا يقدرون على العيش حتى بالقرب منه، وبفضل الله يطاردهم هذا النور الحارق لآمالهم الواهية في كل شبر في اليمن يطؤونه، فمتى ستدرك هذه الخفافيش أن لا مكان لها بين البشر؟