الأخبار
مسلسل الدماء لم يعرف له نهاية في اليمن حتى اليوم، ومآسي الألغام لم تتب عن جرائمها ولم تتحلل من خطاياها التي بلغت مبلغا عظيما.
كل قصة مع الألغام تفطر القلوب إلى أبعد الحدود، ومظالم فخاخ الموت المتفجر أهلكت الحرث والنسل وحفرت في قلوب الناس هناك أخاديد ألم نازفة باستمرار.
فلكل قصة من قصص أهل اليمن مع الألغام مرارتها، لكن أن يصل الأمر الى تسبب هذه الألغام في النيل من مدني برئ وحصاره في شراكها متألما حتى الموت، يعد فاجعة كبيرة وهزة عظيمة للضمائر اليقظة والقلوب الرحيمة، فإلى أين تمضي هذه الألغام بجبروتها وحتى متى تكف عن شرب دماء الأبرياء دون رقيب أو حسيب من القانون الوضعي الإنساني؟.
مصادر يمنية محلية، نقلت أن مواطنا من أبناء محافظة الجوف قتل بانفجار لغم أرضي زرعته المليشيات الحوثية في جبال حام بمديرية المتون غرب مدينة حزم عاصمة محافظة الجوف.
وقد بدأت تفاصيل المأساة عندما انفجر لغم أرضي بالمواطن حميد أحمد عشان، وكان هذا اللغم من مخلفات المليشيات، حيث نال من هذه الضحية وهو على دراجته النارية أثناء توجهه إلى منطقة حام للقيام بجمع الحطب مصدر دخله الوحيد.
وقد اكتملت فصول المأساة حينما ظل الضحية ينزف جراء إصابته ولم يستطيع أحد الوصول إليه لإسعافه خوفا من أن تنفجر بهم ألغام أخرى حتى فارق الحياة.
ولم تأت مناشدات المواطنين أكلها، حيث لجأ الأهالي إلى محاولة مطالبة بعض مليشيات الحوثي استدعاء فريق الألغام الخاص بهم لانتشال المصاب إلا أنهم تجاهلوا مطالبة الأهالي وتركته ينزف حتى فارق الحياة. ليتحول جرمهم الى جرمين كبيرين، فلم يكتف هؤلاء التسبب في إصابة هذا المواطن البريء بألغامهم الغادرة، بل وحالوا دون اسعافه وتركوه يهلك نازفا ببطء دون أن تتحرك فيهم ولو شعرة انسانية واحدة، فكيف يمكن للإنسان أن يتحول قلبه إلى قطعة من الحجر الأصم ووجدانه الى كهف مظلم لا يعرف دفء الرحمة ولا نور العطف.