الأخبار
المتتبع لتاريخ ميليشيات الحوثي الإرهابية التي تعد امتدادا لتاريخ الإمامة يجد أن ما تقوم به نابع من أفكارها المتطرفة الداعمة للمشروع الإيراني وأطماعه التوسعية.
فمنذ أول طلقة في تمردها على الدولة اليمنية، كانت هذه الجماعة تدرج المناهج التعليمية والمساجد على سلم أولوياتها بتحويلهما إلى وسائل لتسويق مشروعها الطائفي القائم على العنف ولتتمكن من دمغجة عقول النشء وتحويلهما إلى أدوات قتل.
لكن رغم ذلك لم يشف غليل هذه الميليشيات نظرا لأن هذا الأسلوب يحتاج الكثير من الوقت طبعا في حال تمكنت من تنفيذه بسبب موقف اليمنيين الرافض لوجودهم أصلا. لذلك رفعت من حدة عدوانيتها فشرعت ومنذ الأشهر الأولى لانقلابها في نشر ألغامها في مختلف المناطق التي ولجتها. وهو ما جعل الأراضي اليمنية تشهد أكبر عملية لزرع الألغام في العالم.
فقد أشارت عدة تقارير إلى أن هؤلاء الانقلابيين قاموا بزراعة ما يفوق عن مليوني لغم بمختلف أنواعها خلال السنوات الماضية، وهو ما وصف ب” أكبر عملية تفخيخ لأرض منذ الحرب العالمية الثانية”، الأمر الذي تسبب في تشريد الأهالي.
فهناك مئات الآلاف من النازحين الذين يريدون العودة إلى منازلهم ولكنهم لا يستطيعون بسبب الألغام التي طمرتها بكثافة وبصورة عشوائية دون خرائط واضحة.
ولم تكتف هذه الميليشيات الانقلابية بزراعة الألغام في المدن والمناطق بل قامت أيضا بتفخيخ الجزر اليمنية الغير المأهولة بالسكان منها 16 ألف لغم بجزيرة ميون الواقعة في مضيق باب المندب، بحسب مسؤولين في الجيش اليمني.
وتلجأ جماعة الحوثي غالبا إلى طمس معالم الألغام وأماكن صناعتها قبل زراعتها وتمويهها بجعلها على أشكال مغرية وغير لافتة ليسهل الإيقاع بضحيتها التي لم تستوعب ماهيتها بعد. ففي سياق متصل، تمكن الفريق 26 مسام من تفكيك عبوة ناسفة مموهة على شكل حجر كانت الأيادي الإجرامية قد زرعتها بجانب الطريق الفرعي المؤدي إلى قرية الدوبلة بمديرية الخوخة لاستهداف المدنيين.
وفي رحلة إيجاد يمن بلا ألغام، وسع مشروع مسام خارطة عمل فرقه الهندسية لتشمل مناطق ومحافظات جديدة. وفي هذا الإطار، نفذ خبراء مسام في عدن والساحل الغربي زيارة تفقدية إلى منطقة العلم شرقي محافظة عدن لمسح المنطقة وتحديد المساحة المشتبه بتلوثها بالمتفجرات التي تهدد حياة المدنيين وخاصة الرعاة والمزارعين، ومن ثم توزيعها إلى مناطق وحقول للتطهير. وقد كلف بهذا العمل الفريق 30 للمباشرة في فحص وتأشير ومعالجة تلك الملوثات.
ويجدر الذكر أن فرق مسام تمكنت خلال الأسبوع الأول من شهر أكتوبر من إزالة 1857 لغم وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة ليبلغ مجموع ما تم نزعه منذ انطلاق المشروع ولغاية التاسع من شهر أكتوبر الحالي إلى 191054.
تواصل الفرق الهندسية التابعة لمشروع مسام معركتها المصيرية ضد عدو متخفي في باطن الأرض وذلك بهدف تأمين حياة ملايين اليمنيين من ألغام الحوثيين التي دمرت المباني وضيقت الخناق على الأهالي وتلاعبت بأجسادهم.