الأخبار
ست خطوات في جنان الطفولة الغناء، هي كل ما خطته الطفلة اليمنية إيمان إبراهيم في هذه الروضة الغناء دون عناء أو تحمل بلاء، وبعدها تغيرت حياتها للأبد بسبب لغم غادر، حكم عليها أن تواصل الحياة بيد واحدة وبألم كبير.
فيد واحدة هي كل ما تبقى لتلويحة سلام في خريف الطفولة المفقودة، للطفلة إيمان إبراهيم، التي لم ترتكب أي ذنب سوى أنها وضعت قدمها على فخ حوثي متفجر وكانت ضحية من ضحايا هذا الإرهاب المدفون تحت الأرض.
قصة إيمان تُلخص مأساة آلاف الضحايا في اليمن، وتسرد ملامحها تفاصيل حياة موجعة تتكرر في يوميات الموت والفقدان في الشارع اليمني المستباح بالألغام، فمأساة إيمان بدأت ذات يوم، وقد روتها لنا بعباراتها العفوية البريئة قائلة “بينما كنت خارجة من منزلنا صباحا انفجر بي لغم حوثي لأجد نفسي بعدها على سرير المستشفى وقد خسرتُ يدي وشظايا اللغم تملأ جسدي”.
ورغم هذه المأساة، لم تستطع طفولة إيمان التي تسكن في جوارحها الصغيرة، وأن تركن للمأساة وتسكن للآلام التي حلت بها، فرغم أنه لم يتسن لإيمان اللعب مع أقرانها من الأطفال في ساحة القرية البعيدة الواقعة في أقصى مديرية حيس بمحافظة الحديدة غرب اليمن، إلا أنها اكتفت بتحريك الحجارة الصغيرة معهم بيدها السليمة وشاركتهم بابتسامة رضى وتقدير لسماحهم لها باللعب معهم رغم أنها لا تستطيع مجاراتهم في إلقاء الحصوات في إطار لعبتهم هذه.
وتمتد أذرع مأساة إيمان، من اللعب إلى فضاءات الدراسة، وهو ما عبرت عنه بقولها “لا أستطيع الكتابة ولم أعد أرغب بالذهاب إلى المدرسة”.
وهنا لا يسعنا إلا أن نقول أن إيمان ليست الضحية الأولى وبالتأكيد لن تكون الأخيرة، فالكثير من أطفال اليمن فقدوا أطرافهم والبعض منهم خسر حياتهم بسبب ألغام الحوثيين، فالطفلة إيمان واحدة من 383 طفلا مصابا جراء الألغام الحوثية، إلى جانب 164 طفلا تسببت ألغام المليشيات في قتلهم منذ بداية الانقلاب الحوثي وحتى الآن، طبقا لإحصائيات تحالف رصد للحقوق والحريات.
فمتى ستعرض هذه الألغام عن نهش طفولة اليمن واستباحة براءتها وقتل أحلامها في مهدها، بأي ذنب تحرم إيمان وغيرها من الأطفال الذين لاقوا نفس المصير من اللعب والدراسة، وبأي جرم تسحق أحلامهم البريئات لتستبدل بمجرد استجداءات لترقيع أطرف من أجسادهم الصغيرة؟!.