الأخبار
لقد اكتوى اليمن سابقا بتلك النيران الحارقة للحروب التي كانت نتيجتها إزهاق الأرواح وضياع الأنفس والثمرات والاستسلام لثقافة القطيع، لكنهم انتفضوا وحاولوا تغيير واقعهم وتأسيس دولة مدنية تستجيب لتطلعاتهم.
لكن لم يمض على عمر بداية تحقيق الحلم سوى بضعة أيام ليتحول إلى أسوء كوابيس اليمنيين حيث تفجرت أزمة لم تكن تخطر على بال أكثر المتشائمين وأفضت إلى انقلاب قادته ميليشيات الحوثي أدى إلى تغير الوضع بصورة تراجيدية أليمة.
منذ ذلك التاريخ، مر اليمن بمنعطفات حادة من التأزم والتشظي النفسي والانقسامات والتآمر بسبب هذه الجماعة الانقلابية التي تسعى بشتى الطرق إلى تدمير هذا البلد وإبادة شعبه.
وقد هداها فكرها الإجرامي المريض إلى استخدام الألغام في محاولة لإخضاع الشعب والسيطرة على الحكم.
لقد زرعت ميليشيا الحوثي الألغام بكثافة عالية جدا في جميع المناطق التي وصلت إليها وداستها أقدامها، وركزت على المناطق السكنية والمدارس والطرقات والمزارع… وتعتبر مناطق الساحل الغربي الواقعة على البحر الأحمر أكثر المناطق تأثرا بهذه الآفة ناهيك عن محافظات تعز وعدن وأبين والجوف ومأرب وشبوة وحجة إضافة إلى محافظة الضالع. وقد زرع الحوثيون الألغام بطريقة عشوائية شملت كل المناطق للأسف.
هذا العدد المهول من الألغام يدل على ما تحمله هذه الجماعة من حقد وكراهية لليمن وأهله. لذلك تراها تسعى جاهدة لإلحاق الأذية بكل ما هو موجود على تلك الأرض بشرا كان أو حجرا باذلة الجهد لإرضاء حليفتها وتنفيذ أجندتها.
إن بائعي الوطن الذين سولت لهم أنفسهم التآمر على بلدهم من أجل مصالحهم الشخصية لا ينتظر منهم أن يظهروا بعض الرحمة تجاه أبناء وطنهم.
في ظل هذا الخطر الذي تشكله الألغام على امتداد مئات الكيلومترات في البلاد، تحولت حوادث القتل إلى خبر متكرر ومعها الجهود المبذولة من قبل مشروع مسام لتأمين حياة الناس وتخليص اليمن من هذا البلاء.
إذ تمكنت فرق مسام الهندسية خلال الأسبوع الرابع من شهر أغسطس من إزالة 1273 لغما وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة، لترتفع حصيلة ما وقع نزعه خلال هذا الشهر إلى 4591، ويصل إجمالي ما تم إزالته منذ انطلاق المشروع ولغاية الـ28 من شهر أغسطس إلى 182228.
ويعكف الفريق 4 مسام حاليا على تطهير منطقة الجزيعة في مديرية بيحان بعد أن أسرف الحوثيون بزراعتها بالألغام الفردية.
واستطاع العاملون في الفريق الرابع حتى اليوم تطهير 1600 متر مربع من مساحة المنطقة وهم ساعون إلى استكمال تأمينها وتأمين جبل دكام بشكل كامل.
لطالما كان مشروع مسام فاعلا في الأراضي اليمنية حيث تمكن بفضل جهود عامليه والقائمين عليه من تطهير عدد من الحقول والمناطق الملغومة. كما كان له الفضل في إعادة الأمل لليمنيين بعد أن سيطر عليهم اليأس.