بسبب الألغام بات اليمن أرضا معذبة، شعبها يكتسحه الوجع والذعر والانتهاكات والجرائم الصادمة للضمير الإنساني الناجمة عن استفحال دموية علب الموت التي أشعلتها الميليشيات لفرض قانونها الدموي على الأرض.
فالألغام كانت ومازالت عنوانا آخرا للموت في اليمن، إذ تنتشر اللوحات التحذيرية في مناطق عديدة فيما تعرف المناطق التي حررت من سيطرة الميليشيات بأنها خطرة حتى يعلن خلوها من الألغام والمتفجرات.
فالميليشيات تقوم بزراعة هذه العلب المنفجرة لمنع تقدم القوات الشرعية على الأرض وكذلك لإعاقة حركة السكان في المناطق التي تم استعادتها منها كنوع من الانتقام الشامل ضد كل ما هو يمني رافض لتوسع مشروع الانقلابيين.
وقد استخدمت الميليشيات العديد من الوسائل لنشر ألغامها وعبواتها الناسفة حيث يتم موهت أحيانا على شكل أحجار أو دست في أجساد حيوانات نافقة وغيرها من الوسائل التي تهدف إلى حصد أرواح عدد أكبر من اليمنيين.
إن العناصر الإرهابية الحاقدة على الوطن ومواطنيه تمارس عملية زرع الألغام بتهور كبير. فهي لا تتوانى عن طمرها في أي مكان تمر منه، فالأولوية لديها أن تروي ظمأها من دم الأبرياء وأن تشفي غليلها ممن رفضوا الانصياع لأوامرها والتسليم بمخططها.
فالتاريخ يشهد أن أبناء الوطن والأخوة الإنسانية الذين ضحوا بدمائهم وبكل غال ونفيس من أجل الذود عن تراب اليمن لن يرتضوا أن تطفأ شعلة انتصاراتهم على أيدي أناس يعملون على تفتيت جسم اليمن.
لقد حاربت فرق مسام الاعتداء على حقوق الإنسانية في اليمن على مر السنوات الماضية ووقفوا كسد منيع في وجه الطغاة عن طريق إزالة الموت المتربص بأبناء اليمن في كل شبر من وطنهم العزيز. فسلامة المواطنين من الألغام تعد قمة هرم أولويات مسام، وتاج مهمته الإنسانية في اليمن.
جهود ضخمة يبذلها المشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن، ومازال، وذلك بداية من إزالة الألغام وتفكيكها والتخلص منها حتى لا يتم استخدامها مجددا من قبل أي طرف وصولا إلى تدريب كوادر وطنية يمنية قادرة على الذود على وطنها من هذا العدو الملغوم في الأفق.