الأخبار
أسر شردت، وبيوت فجرت، ونساء رملتْ، وأطفال تيتموا، وبلاد فخخت بملايين الألغام، والعبوات الناسفة.. هذا حال اليمن واليمنيين بعد إنقلاب مليشيا الموت والدمار على الدولة وإعلانها الحرب في وجه اليمنيين.
في السهل التهامي، حيث البساطة، الأُلفة والمحبة تفوح شذاها برائحة حقول الفل مندمجة مع هدوء البحر، ودفء المكان، عاش الناس حياة سلام ومحبة حتى غزتهم مليشيا التمرد الحوثية ليتحول كل ذلك إلى دموع وحزن يرتسم في ملامح الأطفال، ويتجسد في تجاعيد الكبار.
دموع وابتهالات الحجة سلمى سعيد تصف مالم تستطيع الحروف، والكلمات التعبير عنه، ونقل صورة واضحة وجلية عن حجم المأساة التي سببتها ميليشيا الحوثي الإجرامية بحق هذه المرأة كنموذج لضحايا كثر في أماكن متفرقة من البلاد.
الحاجة سلمى سعيد، من أبناء منطقة الرويس بمديرية المخاء تروي لمكتب مسام الإعلامي قصتها المؤلمة، والحزينة، وحجم المعاناة التي تعيشها بعد أن خطفت ألغام الحوثيين حياة نجليها، بلغم بحري انفجر بقاربهم، وهم في مهمة البحث عن مصدر عيشهم، وقوت أطفالهم.
تشكي الحاجة سلمى وضعها بحزن عميق أنهك جسدها الضعيف، وبصوت أم مكلومة بالألم “أخذوا مني كل شيء، وتركوني أعيش في عذاب”، ثم ترفع يدها للسماء تشكو إلى الله حالها، تدعو على من تسبب بحرمانها نجليها، وتركها عاجزة تتكبد مرارة العيش، وقسوة الحرمان.
تقول الحاجة سلمى “حزني على فقداني لأولادي يتجدد في كل لحظة أنظر فيها إلى عيون أطفالهم، وقد أصبحوا بفعل ألغام الحوثيين أيتام بلا معيل أو معين”.
مآسي بالجملة خلفتها ميليشيا الحوثي في كل بيت بالساحل بحق الأبرياء الذين عاشوا طيلة حياتهم بعيدا عن ثقافة التسلح والاقتتال.
قصة سلمى واحدة من مئات القصص المأساوية التي خلفتها ألغام الحوثيين المزروعة برا وبحرا.
من خلال مقابلتنا لضحايا الألغام تبين كيف أمعن الحوثي في زراعة الألغام، والأعداد المهولة التي زرعوها بشكل عشوائي في كل المناطق القريبة من القرى، والمدن المكتظة بالسكان مستخدمين طرقا محرمة دوليا، وأساليب قذرة في زراعتها لكل عبوة أو لغم دون أن تعمل حساب لأرواح الضحايا من النساء والأطفال المدنيين العُزل، وحجم الخطر الذي سيخلفه هذا السلاح الخبيث لعشرات السنوات، فالألغام لا ينتهي مفعولها بمرور السنين، وتظل قنابل موقوتة تنفجر بمجرد المرور عليها.