لم يكن سليم محمد سالم من أبناء منطقة ذباب، يتوقع أن مأساته وبقية صيادي هذه المنطقة، ستعرف نهاية ولا معاناتهم لها حل، فسليم مثله مثل العديد من الصيادين في باب المندب، وجد نفسه مقعداً عن العمل في مهنته كصياد، بسبب خوفه من الألغام التي تتربص بحياته وقاربه على الشواطئ وفي المياه.
حال صعب جداً عاشه سليم مع رفاقه الصيادين، حيث تعطلت مراكبهم وظلت حبيسة الشواطئ الملغومة وكلت شباكهم الانتظار، في وقت كان يخاف الصيادون ارتياد تلك الشواطئ وطرد الكساد عن حالهم وعن شباكهم، بسبب علب الموت القاتلة.
وقد جاء النداء الذي أطلقه صيادو تلك المنطقة لمسام، ليكون بداية خلاصهم من هذه المأساة، حيث هبت فرق مسام لطرد التهديدات الملغومة عن تلك المناطق وأعادت فيها الحياة لطبيعتها.
وفعلاً، جاء المدد الإنساني لمسام فورياً، وهو ما أكده الصياد سليم سالم بقوله: “مسام استجاب سريعا لندائنا وعمل بجد وإخلاص وخبرة كبيرة وأنهى معاناتنا مع الألغام وعدنا بحمد الله لشواطئنا وقواربنا وشباكنا دون خوف، وبعزم على العمل والمثابرة من أجل أبنائنا”.
كما قال سليم: كل العبارات لا توفي هذا المشروع الإنساني حقه، فمسام أعادنا لمهنتنا ومد لنا طريقاً آمناً لكسب قوت أبنائنا وعوائلنا، فكل الشكر والتقدير والإكبار لهذا المشروع القدير والقائمين عليه”.