الأخبار

الناظر إلى حال الكثير من اليمنيين يعرف حجم المأساة التي يعيشها المواطن اليمني فاليوم في اليمن هناك مدن بكاملها لا تتوفر فيها مقومات الحياة البسيطة وحاجياته الأساسية حتى المواد الغذائية توجد بشكل مقنن يستفيد منه ما يطلق عليهم “تجار الأزمة أو تجار الحرب”. إذا الخاسر الوحيد لما يجري في اليمن هو الشعب اليمني الذي ترى التعاسة بادية في عينيه.
تعاسة تملأ مقل الأطفال في المشافي والملاجئ وفي الطرقات وبالقرب من الأنقاض بسبب إنقلاب مزق اليمن وقتل أبناءه وشردهم، فالملايين من أبنائه يحدق بهم خطر الموت جراء ما يرتكبه الحوثيون من انتهاكات وخاصة زراعتهم لكم هائل من الألغام حاصروا بها السكان الذين باتوا مخيرين بين الموت جوعا أو الموت بالألغام أما من أراد منهم المجازفة لكسب قوته فتقتنصه آلات القتل الحوثية كما حصل مع راعي أغنام في محافظة البيضاء الذي قضى نحبه في انفجار لغم في مديرية مكيراس عندما كان بصدد رعي ماشيته فيما تسبب انفجار عبوة ناسفة في مديرية المصلوب غرب محافظة الجوف في وفاة 3 مدنيين بينهم طفل وإصابة آخر أما شمال محافظة الضالع فقد أصيب 3 أطفال إصابات متفاوتة إثر انفجار مقذوف من مخلفات ميليشيا الحوثي وسط قرية غول الديمة.
لقد دأبت الميليشيات الحوثية الإنقلابية على زراعة آلاف الألغام الأرضية والعبوات الناسفة في الأحياء السكنية والطرق العامة انتقاما من اليمنيين الرافضين لوجودهم. فاستخدام الألغام لا يقتصر على قتل المدنيين فحسب بل يعرقل وصول المساعدات إلى الناس مما يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية وهو ما أكدته الباحثة في هيومن رايتس ووتش بريانكا موتابارتي بقولها “إن ألغام الحوثيين لم تقتل وتشوه العديد من اليمنيين فحسب بل إنها منعت اليمنيين المستضعفين من حصاد المحاصيل وسحب المياه النظيفة التي هم في أمس الحاجة إليها للبقاء على قيد الحياة علاوة على عرقلة وصول المساعدات لمستحقيها”.
واحتجاجا على هذا الوضع المزري وجرائم الحوثيين نظم أبناء مدينة تعز وقفة احتجاجية تنديدا بالمجازر الوحشية التي ترتكبها ميليشيات الحوثي بحق المواطنين ،رفع خلالها المشاركون صورا ولافتات تستنكر صمت الأمم المتحدة ومبعوثها إلى اليمن إزاء الإنتهاكات التي تقوم بها الميليشيات بحق سكان تعز.
وتأتي هذه الوقفة إثر تعرض حي شعب الدبا بمنطقة حوض الأشرف لقصف من قبل هذه الفئة المارقة مما أسفر عن مقتل وإصابة 16 مدنيا بينهم أطفال.
واعتبر بيان الوقفة مجزرة حوض الأشرف “جريمة حرب وحشية بكل المقاييس” مشيرا إلى أن الصمت الدولي شجع الحوثيين على ارتكاب المزيد من المجازر والجرائم ضد الأهلي مطالبين المنظمات الحقوقية المحلية والمدنية بالقيام بواجبها تجاه أسر الضحايا والعمل على كشف الوجه القبيح لهذه المجموعة.
ويشار إلى أن الكثير من المجازر التي ترتكبها جماعة الحوثي في تعز التي تشن عليها حرب وحصار منذ خمس سنوات تلاقي صمتا مطبقا من قبل المنظمات الدولية رغم تخضبها بدماء الأبرياء كل يوم وهو ما لخصه الإعلامي والناشط محمد مهيوب بقوله ” وهكذا تبدو تعز ملطخة بسوء الإنقلابيين وقذارة المحايدين ووضاعة من خذلوا هذه المدينة وصمت المجتمع الدولي والمنظمات من قتلوا حلم طفلة هنا”.
تعددت جرائم الحوثيين والنتيجة واحدة شقاء أبناء اليمن الذين صار الحزن والبؤس ملازما لهم رغم جهود الجيش الوطني وخبرات مشروع مسام لتفريج هذا الكرب وتأمين حياة المدنيين بنزع الألغام التي نشرتها الميليشيات عشوائيا في كل منطقة تطؤها أقدامها حتى باتت أسلوبا ملازما لها في انتظار دعم ولو معنوي من طرف المنظمات الأممية والدولية.