الأخبار
![غام 8 غام 8](https://projectmasam.com/wp-content/uploads/2021/01/غام-8.jpg)
اليمن يغرق في الدم يتلقى كتل الجحيم في ليله ونهاره، وحيدا إلا من الأمل، وحيدا كأنه في آخر الأرض، يلملم أشلاء شهدائه ويذرف الدمع والدم ويضمد جراح أبنائه. اليمن تحت نقمة الألغام ينزف ويحترق جراء جريمة يشيب من هولها الرضيع ويبكي بسببها الحجر.
اليمن يصرخ تحت حرب الإبادة التي تشنها الألغام التي زرعتها الميليشيات، فجثث الشهداء في كل مكان، والجرحى لا مأوى لهم سوى المستشفيات التي غصت بالمصابين، والأطفال ينامون جوعى ويتلحفون الموت الذي يداهمهم من كل حدب وصوب، والبيوت تهوي على مرأى أصحابها.. ورغم ذلك هذا العدو المتفجر المدفون تحت الأرض لا يتوقف عن اشتهاء الدم.
لقد زرعت الميليشيات مئات الآلاف من الألغام الأرضية والعبوات الناسفة في الأحياء السكنية والطرق العامة في مختلف المناطق اليمنية، مما جعل زراعتها تشكل عائقا أمام عودة المواطنين إلى جهاتهم المحررة وأربك تنقلاتهم وأسرهم في كل الاتجاهات.
فآفة الألغام تسببت في سقوط الآلاف من المدنيين بين قتلى ومصابين، في حين يصاب أغلب الناجين بإعاقات مستديمة. وهذا ليس حال البر فقط، فحت البحر نال نصيبه من نقمة هذه الألغام، حيث قامت الميليشيات بإجراء تجارب حية للألغام البحرية لتهديد طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، ونتج عن زرع الألغام البحرية مقتل عشرات الصيادين ونفوق الكثير من الكائنات الحية البحرية والإضرار بالملاحة، إذ يعد البحر الأحمر من أهم الممرات الملاحية الدولية.
فتلويث الأرض بالألغام سوي كانت في بعدها البري أو البحري، يمثل كارثة إنسانية ستستمر لسنوات في اليمن، نتيجة الكم الهائل من فخاخ الموت المتفجر الذي طمرته ميليشيات واستمرارها في زراعتها بأشكال مختلفة وبطرق عشوائية، الأمر الذي أسفر عن مقتل وجرح المدنيين الأبرياء من عابري سبيل في الطرق الترابية والسكان المحليين ورعاة الإبل والأغنام وغيرهم الكثيرون.
فعلى مدار السنوات الماضية واليمنيون يئنون ويتوجعون بسبب علب الموت المبعثرة في كل شبر من هذا البلد الذي بات تعيسا بسبب محنة الألغام. لكن هذه المحنة، لم تبقى حتما بدون منحة أمل لهذا الشعب المكلوم في أمنه وسلامته، حيث هب لذلك مشروع مسام لنزع الألغام، باذلا جهودا كبيرة لنزع هذا الإرهاب المتدثر بالتراب والحجر وغيره، ليعمل ويزال، على تجنيب اليمنيين المصير الدموي القام الذي أرادته لهم الألغام.
وقد تمكنت أيادي الخير من نزع 1567 لغما وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة خلال الأسبوع الأول من شهر يناير2021 علاوة على تطهير 284.751 مترا مربعا من الأراضي اليمنية أثناء ذات الفترة.
هذه الأرقام تبين مدى الإصرار الذي يتحلى به فرق المشروع لتخليص اليمن من الدنس الألغام التي استطونت هذه الأرض الخصبة محولة اياها إلى أرض بور تفوح منها رائحة الموت، وليبقى بذلك الأمل قائما في الخلاص من هذه الجائحة المريرة بفضل وقف ودعم ومثابرة مشروع مسام الإنساني الخير لنزع الألغام.