الأخبار
أنا طفل يمني ظامي.. العالم صادر أحلامي
أدماني الأهل ذوو القربي.. وأخي في الدين الإسلامي
والعالم في صمت موتى.. وبرغم العصر الإعلامي
هكذا نقل الشاعر عبد الحفيظ حسن الخزان مأساة الأطفال في اليمن في سطور قد تكون الأكثر إقتضابا لكنها الأبلغ. ففي العالم يذهب الأطفال إلى المدارس بعيون ملؤها البراءة وحب الحياة وطموح بمستقبل تضيء دروبهم ودروب أوطانهم وتوزع عليهم الحلوى والهدايا للتعبير عن المحبة، لكن في اليمن الصورة مغايرة تماما.
في اليمن توزع الميليشيات على الأطفال الألغام ورصاصات الموت والأسلحة بعد أن سلبت منهم أقلامهم ودفاترهم ودمرت عقولهم إما بحرمانهم من الدراسة نتيجة تدمير المدارس أو بتغيير المناهج الدراسية التي صارت تتمشى والتفكير الإجرامي الحوثي.
ولا تنتهي مأساتهم عند ذلك بل تتخطاها لتصل حد تجنيدهم لتحصد مقصلة الحرب أرواح الآلاف منهم.
لقد دفع الأطفال الحصيلة الأكبر للانقلاب التي أشعلتها جماعة الحوثي مخلفة وراءها وضعا إنسانيا كارثيا، حيث تحدثت إحصائيات حقوقية ورسمية عن تضرر أكثر من 6 ملايين طفل من هذه الحرب إذ دفعت الميليشيات الحوثية بما يزيد عن 2.5 مليون طفل إلى سوق العمل وتسببت في معاناة أكثر من مليوني طفل من سوء التغذية، هذا إلى جانب مواصلتها تجنيد الأطفال والزج بهم لساحات الحرب وتعريضهم لخطر الإصابة والموت بالألغام.
وكشفت إحصائيات رسمية أن الميليشيات الإنقلابية جندت نحو 30 ألف طفل لإشراكهم في مواجهات لا ناقة لهم فيها ولا جمل.
واقع الطفولة في اليمن ترويه الأرقام المفزعة الصادرة من هنا وهناك لكن تلمحه جليا في عيون الأطفال اليمنيين وكأنهم يسألون العالم عن سبب مرور أكثر من خمس سنوات عجاف من الدمار دفعوا ثمنها غاليا من أرواحهم وأجسادهم وعقولهم.
وتبقى الألغام العدو الأول لليمنيين عموما وللأطفال خصوصا. فهي العائق أمام كل نشاطاتهم وتحركاتهم.
وهو ما جعلها تشكل رهانا لفرق مشروع مسام التي تصل الليل بالنهار لإزالتها من دروب المدنيين وإنقاذ أرواحهم من بطشها وإيقاف الدموع المنهمرة من المقل بسببها.
وقد تعددت السبل والأدوات لتحقيق هذا الهدف النبيل على أرض الواقع، لذلك حرص القائمون على هذا المشروع على مد الفرق بأرقى الوسائل لإنجاح مهمته الإنسانية أبرزها جهاز كشف الألغام العميقة التي يعكف مسام حاليا على تدريب فرقه عليها ليكون بذلك واحدا من أبرز أسلحته ضد فخاخ الموت الجائرة.
وكان المدير العام لمشروع مسام السيد أسامة القصيبي قد أعلن أن الفرق الميدانية التابعة للمشروع تمكنت من نزع 156021 لغم وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة وذلك منذ بداية المشروع ولغاية 26 مارس الماضي، منها 99064 ذخيرة غير منفجرة و4764 عبوة ناسفة، مشيرا إلى أنه تم تطهير 9329715 مترا مربعا خلال الفترة ذاتها.
أكثر من 6 ملايين صرخة لأطفال اليمن تفضح الإرهاب الحوثي وتكشف زيف تعاطف عديد الأطراف. واقع لأطفال لم يعايشوا في هذا العالم سوى الألم والوجع. فهل سينصفهم المجتمع الدولي مستقبلا ويتحرك لانتشالهم من هذا الواقع المرير؟.