الأخبار
مثلما يجتهد مسام في عمليات مسح مناطق تواجد الألغام ونزعها وإتلافها لتخليص الناس في اليمن من شرها، والسماح للحياة باستعادة نبضها ولليمن باسترجاع صفة السعادة التي فقدها، تعمل فرق مسام جاهدة أيضا على إيصال صورة وصوت اليمنيين المكلومين والمظلومين بجور الألغام أيما ظل.
صوت اليمني يخاطب من منبر مسام الاعلامي، يخاطب العالم على شكل فيديوهات مصورة تكشف الحقائق والملابسات وتطلع الناس من كل حدب وصوب، كيف تتربص الألغام بالمواطنين اليمنيين الأبرياء العزل، وكيف تسلبهم هناء العيش وبردها، وكيف توقف حياتهم وتعطل موارد رزقهم وتجففها وكيف تنكبهم في أنفسهم وأحبتهم.
مآسي بالجملة تفطر القلوب وعبارات وعبرات تدوي في الضمير العالمي ملتهفة لصدى يبرد على جراحها المفتوحة وآلامها، وتحاول جاهدة طرد فكرة إدارة العالم لظهره إزاء ما يحل بها، فأملها فيه كبير وايمانها أن الخير باق في النفوس ما بقيت الانسانية، يجعلها تعض على آلامها وتصرخ طمعا في من يجيرها.
و من على منبر مسام الاعلامي، كأحد جبهات هذا المشروع الإنساني الذي كرس لخدمة ملف الألغام في اليمن، توجد أيضا صور تحبس الأنفاس وتختزل آلاف وآلاف الكلمات وتعبر عن نفسها ببلاغة وفصاحة كبيرتين.
طفل مبتور اليد، يمضي في طريقه مطأطأ الرأس على وجهه علامات الوجوم يمرر أصابع يده السليمة الثانية على خده، مفكرا حائرا.. صورة تقول الكثير والكثير للعالم.
فهذا الطفل الذي نالت منه الألغام وكسرت في وجدانه بلورة الطفولة الناصعة الحالمة، قد علمته فخاخ الموت أن ينظر للعالم بعينين شاحبتين اختفى منهما بريق الطفولة العفوي وألقها الجاذب.
فالحزن والحيرة باتا كظل له، يمضي مفكرا، وفي سنه عادة الأطفال لا يفكرون بهذه الشاكلة، فقعوده عن اللعب والدراسة ووقوعه أسير المخاوف بعد ما ألم به وإحساسه بالوحدة، جعلوه يفكر كيف يمكن أن يستمر وبأي ذنب آل حاله الى ما هو عليه، وماذا عساه أن يفعل وأين عساه أن يمضي ومتى ينتهى هذا الكابوس الذي بدأ في حياته بوميض اللغم المنفجر الذي حول حياته الى سواد حالك.