الأخبار

ألغام حوثية نزعتها فرق الهندسة التابعة لقوات المقاومة الوطنية اليمنية من الطرقات، المزارع، والأحياء السكنية، في الساحل الغربي، أما فخاخ الموت ذات الأحجام الكبيرة فهي ألغام بحرية فككها الفريق الهندسي قبالة سواحل الخوخة بعد طرد ميليشيات الحوثي منها.
غالبية الألغام والعبوات صنعت داخل اليمن بمشاركة خبراء إيرانيين كما يقول عسكريون، وبعضها مموهة وتطابق البيئة، هي مشابهة للألغام التي استخدمها حزب الله في لبنان خلال حروبه السابقة.
التعطش لسفك الدماء حمل هذه المليشيات إلى تحويل الصواريخ التي نهبتها من مخازن الجيش اليمني في بداية انقلابها على سلطات الدولة إلى ألغام وعبوات قاتلة وزرعتها في الطرقات فحصدت أرواح اليمنيين.
بل وامتدت سيناريوهات الموت المتفجر في إيديولوجيا هذه المليشيات إلى أبعد من ذلك، فلم تنته معاناة الناس بمجرد التخلص من وجودهم في مناطق خسروا فيها مواقعهم ونفوذهم، بل إن الموت الغادر كان رسالة أصرت هذه العصابات على تركها ورائهم لترعب الناس وتكدر صفو حياتهم، فبعد أن طردت الحوثيين من هذه المناطق خلفت هذه الأخيرة هلاكا مزروعا في الأرض لقتل اليمنيين في الطرقات الرئيسية، الفرعية، وداخل القرى السكنية وعلى امتداد الشريط الساحلي.
مأساة الصيادين قصة مستقلة بذاتها وسيناريو مأسوي إلى أبعد الحدود، فعلى امتداد شاطئ الحيمة شمال الخوخة لا تزال ألغام ميليشيات الحوثي تهدد حياة الصيادين وتمنعهم من العودة لامتهان الصيد، مصدر الرزق الوحيد لغالبيتهم.
في شاطئ الحيمة فقد الكثير من الصيادين قواربهم بعد أن طالها دمار حرب الحوثيين، ورغم طرد الميليشيات من المنطقة الا أنها تركت حقولا من الألغام لتفتك بحياة الأهالي فأصبحوا يعانون الأمرين، فقدان مصدر الرزق وعبوات الموت الحوثية المخفية تحت الرمال.
معاناة حقيقية تحشر حياة الصيادين في اليمن في دائرة مغلقة من المخاوف واليأس والقهر والخصاصة، فالبحر أمامهم يضج بالخيرات والألغام تقف بينهم وبين هذه النعم وأرزاق عيالهم وأهاليهم.. إنه الموت البطيء الصنف الآخر من الهلاك الذي سعت هذه الميليشيات أن تعاقب به اليمنيين جزاء لهم على تمسكهم بأرضهم ورفضهم للظلم وتسليم بلادهم للمخربين والمغرضين.
متاعب ومآسي تعمل فرق مسام لنزع الألغام إلى طي صفحاتها الواحدة تلو الأخرى ومد جسور الأماني فيها، حتى يعاود العناق الطبيعي المعطاء بين سواحل اليمن المعطاءة وصياديها المتلهفين لوصالها، بعد أن تهلك فخاخ الموت الخبيثة تلك إلى الأبد.