الأخبار

تواصل الألغام في حصد أرواح الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ من المدنيين اليمنيين، وقد تسببت هذه الأخيرة في وفاة مئات الأشخاص، وتضرر مثلهم بإصابات متفاوتة الخطورة وصل كثير منها إلى إعاقات دائمة منذ اندلاع الأزمة في اليمن حتى نهاية 2017
ألغام تلاعبت بحياة المدنيين فأنهت بعضها من خلال إزهاق أرواح الأبرياء منهم، وتعطيل دورة الحياة بأسر عدد وافر منهم بعد تلغيم المزارع، الأودية، المصانع، الشوارع العامة، المدارس وغيرها من المرافق الحيوية، ونشر الرعب من الموت المدسوس والغادر بين صفوف الناس
مئات الأشخاص من ضحايا الألغام يعيشون اليوم بإعاقات مختلفة بعد بتر أطرافهم بسبب شراك الموت الغادر، وبذكريات صعبة ومرة تتجدد فيهم كلما اشتاقوا لمعاودة المشي كما كانوا وكلما تبينوا أن جل أحلام حياتهم صارت مرتبطة بأطراف اصطناعية تنقذهم من العجز والانزواء وترك دورة الحياة والتقاعد المبكر عنها عنوة بسبب إعاقات تشل نشاطهم.. ذكريات تسكن أحداقهم ويصعب طردها من مخيلاتهم
وكيف يمكن طردها وقتل هذه الذكريات الصعبة والأذى البدني الذي ألم بهم أثناء ملابسات حادث انفجار هذا اللغم أو ذاك تحت أقدامهم وحتى سيارات الإسعاف التي كانت تهم بإنقاذهم.. ذكريات قد رسمت في مجملها ندوبا نفسية غائرة لا يطببها إلا الزمن وجرعات عالية من الأمل بالنسبة لهؤلاء الأبرياء
فضحايا الألغام لم يخسروا بعض من أحبوهم للأبد ولا بعض أطراف مضوا بها في الحياة بزهو خاصة ممن كانوا منهم في ريعان الشباب، بل دفعوا ضريبة نفسية باهظة بعد أن هشمت اعتداءات الألغام نفسيات، عمد بعضهم لتطبيبها بابتسامة رضى تجتهد في طي صفحة الماضي