الأخبار
عندما شد خبراء مسام والقائمون على هذا المشروع الإنساني لنزع الألغام في اليمن ربطهم ميثاق معنوي وطيد مفاده التفاني في خدمة الناس والسعي لتخليصهم من كابوس الألغام الجائرة، والذهاب في هذا السعي إلى منتهى معاني التضحية وأصدقها.
وفعلا ضرب مسام وفريقه المثابر والمتفاني مثالا يحتذى به في هذا المضمار، فلم يبخل على أهل اليمن بالجهود والخبرات وحتى بالتضحية بأنفسهم في سبيل غاية إنسانية محضة، مفادها توفير العيش الآمن للناس على أرض مسالمة لا تتفجر فجأة تحت أرجلهم وتقذف بهم إلا إلى غياهب العجز أو الهلاك.
وعلى وتيرة العزم والثبات مضى ويمضي خبراء مسام في جهودهم الرائدة لنزع الألغام، ولا تثنيهم عن ذلك مختلف الخطوب والمآسي، والخسائر الجسيمة، والتي كان آخر فاجعة يوم الأحد في مأرب والتي راح ضحيتها 5 من أكثر عناصر مسام كفاءة. ففي تمام الساعة الخامسة من صباح يوم الأحد وأثناء قيام الخبراء الخمسة من بتجميع عدد من الألغام والمتفجرات من المخزن التابع لمركز مسام لتحميلها على السيارات بغية إتلافها ومنع استخدامها مرة ثانية من طرف المليشيات لخارج مدينة مأرب بغرض تفجيرها، حصل انفجار غير منضبط أثناء عملية النقل أدى لانفجار كبير وقع ضحيته خبراء نزع الألغام واحتراق العربات المقلة لهم، وجرى على الفور السيطرة على الحادثة وإخماد الحريق..
هؤلاء الخبراء الذين تفانوا في نزع الألغام من أرض اليمن، كانوا يهدفون إلى اعدامها تماما حتى لا يتم إعادة استخدامها من طرف المليشيات الانقلابية، وغايتهم المثلى والوحيدة كانت تخليص اليمن من خطورة الألغام التي أودت بحياة آلاف الأبرياء اليمنيين.
وقد توفي في هذا الحادث المؤلم:
جوهان دان هان نائب مدير مشروع مسام، وهو من جنوب أفريقيا، وعمره 49 عاما.
أجيم هوتي ضابط الجودة – مشروع مسام، من كوسوفو، ويبلغ من العمر 43 عاما.
دامير بارادزيك خبير إزالة متفجرات – مشروع مسام، من البوسنة، ويبلغ من العمر 50 عاما.
غوران فيكيك خبير إزالة متفجرات – مشروع مسام، من كرواتيا، وعمره 39 عاما.
بيتير شخومان خبير إزالة متفجرات – مشروع مسام، من جنوب أفريقيا وعمره 44 عاما.
وأصيب في الحادث خبير إزالة المتفجرات بمشروع مسام غراهام فيدون.
الحزن على خسارة هذه الكفاءات والخبرات والعناصر التي طغى على ضمائرها نداء الإنسانية وقيم حب الخير للآخر وتوفير بيئة آمنة له، مثل مصابا مؤلما لأسرة مسام التي تدين بنجاحها في ماراثون كسر شوكة الألغام في اليمن إلى هؤلاء الخبراء وغيرهم من أفرادها الأبرار.. ولكن يبقى مسام على عهده للشعب اليمني والذي مفاده ” يمن بلا ألغام”.