الأخبار
أينما حلت الميليشيات ورحلت، زرعت الألغام، وسارعت الزمن قبل اضطرارها للرحيل من بقعة لأخرى، محولة هذه المناطق إلى فخاخ مفتوحة للموت، حيث سعت وتسعى هذه الملشيات إلى تجريد أهل اليمن من الأمل في حياة آمنة مطمئنة، ساعية إلى استبدالها بمشاعر الهلع والترهيب والعيش بإحساس راسخ بتربص الموت بالناس في تلك الربوع.
وهي أهداف لا إنسانية كرست لها هذه الميليشيات أدوات القتل الملغوم مسلطة إياها على الشعب اليمني الشقيق الأعزل، ممزقة أوصاله وأحلامه ومبددة آماله في مستقبل قريب يشوبه السكون والأمن، حيث توحشت الألغام في أرض اليمن، حتى صارت طاعونا مستشريا.
فمؤخرا قامت ميليشيا الحوثي بتفخيخ 10 مديريات في الحديدة، ليستمر بذلك نهج هذه المليشيات في زراعة الألغام في جميع المناطق التي دخلتها بهدف قتل أكبر عدد ممكن من المدنيين ومنعهم من العودة مجددا إلى منازلهم، واستصلاح وزارعة أراضيهم.
وفي هذا السياق، أكد قائد الفريق 26 مسام المهندس سامي سعيد أن ميليشيا الحوثي أمعنت في إجرامها من خلال زراعتها لعشرات الآلاف من الألغام، والعبوات الناسفة بشكل عشوائي وكثيف في 10 مديريات في محافظة الحديدة.
ونوه سعيد إلى أن مصير المدنيين في محافظة الحديدة مجهول، كون أغلب أبنائها يعملون في مجال الزراعة والرعي، وبعض منهم يعمل في صيد الأسماك.
ولمحاربة المدنيين، وقتلهم عمدت ميليشيا الحوثي إلى زراعة الألغام بتمويه شيطاني، زارعة اياها في ممرات الطرق والمزارع ومرافىء الصيد، بطرق وأساليب يصعب على المواطن العادي كشفها.
وقال قائد الفريق 26 مسام العامل في مديرية الخوخة، في تصريح خاص بمكتب مسام الإعلامي إن ميليشيا الحوثي تفننت في صناعة وزراعة الألغام، وغيرت من خواصها الفنية بحيث أصبحت الألغام المضادة للدبابات ألغاما فردية تنفجر بالأطفال والنساء.
وهو واقع جعل الفريق 26 مسام ، يسعى جاهدا الى محاولة انقاذ مدرية الخوخة من براثم الألغام المهلكة، حيث تمكن هذا الفريق قبل أكثر من عام من نزع 12 ألف لغما، وعبوة ناسفة وقذيفة غير منفجرة من 16 حقل، ومنطقة ملغومة.
كما قام هذا الفريق بتأمين جميع الطرق الرئيسية في مديرية الخوخة وأغلب الطرق الفرعية فيها، وتأمين 46 مزرعة كانت معرضة للتصحر بسبب الألغام، مما مكن أصحابها من استصلاحها وزراعتها مجددا.
وهو عين ما يصبو إليه مسام في كل الربوع اليمنية، حيث تصل فرقه الليل بالنهار وتسابق الزمن لتخليص اليمن من طاعون الألغام وإعادة الحياة إلى طبيعتها في تلك الربوع المنكوبة بالإرهاب المدفون تحت الأرض، حيث تترجم أرقام النزع والاتلاف المتنامية للألغام إنجازات هذا المشروع الإنساني في نزاله مع الألغام، فالأحلام يجب أن تظل قائمة والأمل يجب أن يمضي في الكبر والانتشار.