الأخبار
قبل سنوات من اليوم، لم يكن أحد يتخل أن يصل الوضع إلى ما هو عليه الآن، انتهاكات الحوثي سعت إلى إضعاف اليمن وتدميره وتسليم رقاب اليمنيين وأرضهم على طبق اللؤم والخيانة إلى داعمتها وحليفتها.
طاردوا اليمنيين بأسلحة غدرهم وخونوهم، وأهالوا التراب على أجسادهم وأمانيهم. لقد استقووا وباعوا وطنهم بأبخس الأثمان، فهم لا يعلمون أن الطريق الذي ساروا عليه صغارا سيعودون إليه ذات يوم لا محالة يتلمسون ما تبقى منه وأن وطنهم فقط هو بيتهم والحضن والملاذ الآمن الذي ستأوي إليه أرواحهم أحياء أو أمواتا.
لكن هذا لن يحصل لأن تربته ستلعنهم إلى يوم يبعثون بسبب ما فعلوه بها. لقد عاثوا فيها وأثخنوها جراحا ولوثوها بشتى المتفجرات وسقوها من دماء أبنائها حتى بات تصرخ وتستغيث.
هؤلاء الانقلابيون يتصيدون اليمنيين بهذا الداء الكبير من الألغام والعبوات الناسفة ويتلذذون برؤية أجسادهم تتجزأ وتتطاير أشلاء.
لقد تخلوا عن إنسانيتهم وتحولوا إلى مسوخ لا يكترثون لأي لحظة دمار أحدثوها في اليمن، ربما لأن مادتهم لم تتكون إلا على أساس أنهم لا يكترثون مما يثبت أنهم رواد للبشاعة والإجرام بامتياز.
ففي الوقت الذي يحقق فيه العالم تقدما في التخلص من بقايا الألغام الأرضية، فإن اليمن يغرق في حقول لامتناهية منها مزروعة بشكل يستهدف المدنيين على وجه الخصوص.
إن أسوأ مظاهر هذا الانقلاب السافر الذي سيدخل عامه السابع هو الاستخدام غير المسبوق للألغام في أماكن متعددة ودون خرائط الأمر الذي يصعب معه أي جهود لإزالتها في المستقبل القريب.
وكان مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان، وهو منظمة إقليمية حاصلة على الصفة الاستشارية لدى المجلس الاقتصادي والاجتماعي بالأمم المتحدة، قد أشار إلى وجود نحو 8 آلاف ضحية للألغام معظمهم من النساء والأطفال، فضلا عن عشرات الآلاف من مبتوري الأطراف، مؤكدا على أن أكثر المناطق تضررا من زراعة هذه الآفة هي الحديدة وتعز. وهذا لا يعني أن المناطق الأخرى أقل لكن فرق نزع الألغام لم تصل إليها بعد لمعرفة حجم الكارثة فيها.
وبحسب التقارير، فقد لقي نحو 55 شخصا وأصيب 50 آخرون من العاملين في برامج نزع الألغام حتى أواخر العام الماضي.
وقد كان لمشروع مسام نصيب، حيث استشهد 21 من العاملين فيه أثناء قيامهم بواجبهم الذي دعموا به إنجازات المشروع في مقارعة الألغام.
هذا العدد يبين التضحيات الجليلة التي أقدم عليها عاملو مشروع مسام من أجل إنقاذ الشعب اليمني من الموت الكامن في أديم أراضيهم.
شهداء العمل الإنساني وضعوا بصمتهم في سجل التضحيات والإيثار لتحقيق الأمن والسلام، في مقابل بصمة الدم التي رسمتها الميليشيات الحوثية في كل شبر في اليمن.
هذه الخسائر في الأرواح، لم يثن مشروع مسام على الاستمرار في عمله حيث استطاع بفضل فرقه انتزاع 177637 لغم وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة وتطهير 12.694.128 متر مربع من الأراضي اليمنية وذلك منذ انطلاقته ولغاية 31 يوليو.
إن اليمن صار في حاجة ملحة للسلم والسلام، ولن يكون ذلك ممكنا إلا إذا تم التخلص من الحوثيين الذين لا تهمهم في هذا البلد سوى مصالحهم الشخصية، إذ لا يدخرون جهدا ولا يتركون طريقا لنيلها إلا وسلكوه حتى لو كان طريق الشيطان.