الأخبار
منذ عقود تتردد على مسامعنا عبارة “اليمن السعيد” كلما ذكر هذا البلد. لكن اليوم لا يجد المتأمل في زواياه ولو شاهدا واحدا على صحة ذلك.
لقد غرق اليمن في مستنقع صراع أشعل فتيلها جماعة إرهابية طمعا في الوصول إلى سدة الحكم، وقد دفع المدنيون الثمن الأكبر لهذه الأطماع المتزايدة، حيث قضى المئات منهم نحبهم عن طريق القصف أو القنص أو الألغام إضافة إلى إصابة الآلاف الذين تلاعب القاتل المستتر بأجسادهم من خلال نحت علامات بالغة الأثر عليها تذكرهم بأنه ذات يوم مرت من هذه الأرض جماعة إرهابية أتت على الأخضر واليابس لبلوغ غايتها حتى وإن كانت دعسا على أجسادهم.
وتواصل ميليشيات الشر الحوثية ارتكاب انتهاكات جسيمة للقانون الدولي الإنساني متمتعة بالإفلات من العقاب. فقد نفذت هجمات دون تمييز وقصفت أحياء سكنية في عدن والضالع وحجة وتعز.. عدا عن استهدافهم للبنية التحتية الأساسية مما أسفر عن جعل المدنيين يقعون في مرمى نيران الجوع والعطش والأمراض والأوبئة.
ورغم أن المشهد مازال سوداويا، لكن هناك جهودا تبذل لإخراج اليمن من النفق المظلم حيث تحاول القوى الظلامية المضي قدما في نهجها التدميري تنفيذا لمآربها.
ولطالما مثلت الألغام السلاح الأكثر فتكا الذي استعملته هذه الجماعة لبسط سيطرتها بالقوة ولتضييق الخناق على الأهالي الذين صار أكبر همهم أن يحظوا بيوم جديد ليعيشوه خاصة في ظل الانتشار الواسع للألغام والعبوات الناسفة بطريقة عشوائية، فهم يخوضون يوميا رحلة موت بحثا عن قوتهم وقوت أبنائهم.
ولنزع هذا الخنجر المغروز في الجسم اليمني، يحاول مشروع مسام بعث رسالة إيجابية للمدنيين ونشر الأمل في صفوفهم من خلال إزالة بذور الحقد المدفونة في جوف أرضهم.
وكان مدير عام مشروع مسام السيد أسامة القصيبي قد أعلن أن الفرق الهندسية التابعة للمشروع تمكنت منذ بداية المشروع ولغاية 12 مارس من تطهير 9.044.987 متر مربع من الأراضي اليمنية الموبوءة، منها 269941 مترا مربعا خلال شهر مارس، نزعت أثناءها 151983 لغما وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة.
وأوضح أن الفرق استطاعت نزع 3556 لغم وذخيرة غير منفجرة وذلك خلال الأسبوع الثاني من شهر مارس، توزعت كالتالي: 2634 ذخيرة غير منفجرة و574 عبوة ناسفة و345 لغم مضاد للدبابات و3 ألغام مضادة للأفراد. ليصل بذلك مجموع ما وقع إزالته خلال الشهر 6519.
اليمن يعيش في دوامة دم بسبب تعنت القوى الإرهابية الرافضة لأي شكل من أشكال الحلول المقدمة وإصرارها على تقويض الدولة وتنفيذ أجندات خارجية لا علاقة لها بالمواطن اليمني الذي سعى إلى تأسيس دولة قانون ومؤسسات يشعر فيها بإنسانيته.