الأخبار
البحث عن الرزق واقتفاء أثر القوت، هو أكبر الأسباب التي تدفع الناس للحركة والتنقل وربما حتى السفر، وهو حال الصياد عبد الله لحجي، الذي ركب البحر ليصطاد ما يسد به رمق أسرته، فاصطاده لغم غادر وأنهى حياته بطريقة مأساوية للغاية.
قصص الضحايا والجرائم الإنسانية التي اقترفتها الألغام بحق المدنيين لا تكاد تنتهي، ولا يكاد يمر يوم دون السماع لمآسي إنسانية تدمي القلب وتدمع العين لوضعها المؤلم.
فانتشار الألغام العشوائية يجعل لكل موطئ قدم مخاوف لا تعرف لها نهاية، لأن كل مكان قد يكون فخا مبيتا لموت مترصد بضحية ما.
وهذا حال عبدالله لحجي حسن من منطقة الزهاري التابعة لمديرية المخا، والذي ذهب ضحية لغم غادر في الساحل الغربي، أنهى حياته، تاركا أطفاله الثلاثة يواجهون الخطر نفسه، ومصاعب في الحياة لا تكاد تنتهي.
قصة عبدالله يروي تفاصيلها ابن أخيه، عوض محمد لحجي قائلاً “عمي عبدالله خرج ذات يوم في الصباح إلى البحر للاصطياد من أجل كسب لقمة العيش لأسرته ولأطفاله الذين لم يبلغوا سن العاشرة من أعمارهم بعد، ولم يكن يعلم ما تخبئ له بشاعة إجرام الميلشيات، فبينما هو عائد من الصيد فإذا بلغم حوثي ينفجر به ويحول جسمه إلى أشلاء. ويكمل عوض حديثه، انفجر اللغم الغادر بعمي عبدالله مسببا له إصابة بليغة، حيث قمنا بإسعافه إلى مستشفى المخا لعلنا ننقذ حياته ولكن دون جدوى لأنه إصابته كانت بالغه ففارق الحياة”.
وقد ختم عوض حديثه، بقوله “رحل عمي عبدالله بسبب ألغام المليشيات التي زرعوها في كل مكان، وترك أطفاله الثلاثة لا حول لهم ولا قوة، فلا يجدون من يعولهم بعد رحيل عمي”.
وبدم بارد ودموية لا حدود للنفقة فيها تواصل الألغام جر اليمنيين الأبرياء إلى حافة الهلاك والعجز، موزعة كأس المآسي على كثر ممن تجرعوا حنظلها، فيما بقي من بقي منهم أسير مخاوف اقتراب هذه الكأس المريرة منه على حين غرة. في وقت يكافح فيه مشروع مسام بكل ما أوتي من طاقات وخبرات وأدوات لكبح جماح الألغام وإيقاف هرجها ومرجها في الربوع اليمنية.