
بالأمس كان عبد الله جريبي ينعم مع أهله وذويه بحياة آمنة في وطنه اليمن، يحلم بغد أفضل كأي شاب في مقتبل العمر ويسعى لتحسين وضعه وبلوغ نجاحات مختلفة في مشواره.
واقع غيرته الألغام التي غزت أرض بلاده، فتغير درب عبد الله وأحلامه شأنه شأن الكثير من اليمنيين، ليتحول عبد الله من مواطن عادي إلى بطل من أبطال العمل الإنساني في اليمن.
زيارة عبد الله لقريب له في إحدى المستشفيات في اليمن على فراش العجز بسب لغم غدر به ورؤيته لضحايا فخاخ الموت المتفجر من حول قريبه في هذا المشفى، جعل جريبي يغير نظرته لدوره في الحياة، ويقرر الالتحاق بصفوف أسرة مسام، المشروع الإنساني لنزع الألغام.
وهنا قال عبد الله: لقد تأثرت كثيرا لرؤية قريبي وأبناء وطني يعانون في المستشفيات وقد بترت الألغام أطرافهم وحكمت عليهم بالإعاقات المزمنة، ومنهم من يعاني ألما مضاعفا، ألم مصابه وألم فقده لذويه بسبب فخاخ الموت المتفجر. واقع صعب حرك مشاعري نحو وطني الجريح ونحو أهل بلدي وجعلني أفكر جديا أن أكون ضمن الأيادي الخيرة التي تذود عن أبناء وطني الموت بسبب هذه العلب القاتلة.
كما أضاف جريبي: لقد سمعت وشهدت بعيناي مثابرة فرق مسام من أجل إنقاذ وطني من محنة الألغام، وقد قررت أن انضم إلى أسرة هذا المشروع الخير، الذي ينزع الألغام بيد ويتلفها بأخرى ولا يدخر جهدا في توعية الناس بمخاطر هذا الإرهاب المدفون تحت الأرض، فهذا لمشروع وسام شرف على صدورنا نحن العرب و عطاء إنساني نتباهى بإنجازاته الخيرة في المحافل الدولية، فما قدمه ومازال يقدم مسام لأهل اليمن يدرس في مدارس العمل الإنساني وسوف يخلد في القلوب والتاريخ، فهذه الفرق تفدي اليمنيين بأرواحها وتدفع عنهم موتا محققا وعجزا يقسم الخاصرة مع كل لغم تنزعه ويتم إتلاف”.
فالواقع المرير والإحساس بالتقدير الكبير لجهود مسام في اليمن، دفعا عبد الله جريبي للانضمام لأسرة مسام ، حيث بات بعد الحصول على التدريبات اللازمة والتمكن من الخبرات والمهارات المطلوبة ، قائدا للفريق 3 مسام، أين يعمل من موقعه على مكافحة هذا الداء الملغوم الذي فتك بأوصال المجتمع اليمني، وكله حماس وأمل بأن غد اليمن سيكون أفضل في ظلل عطاء مملكة الخير ومثابرة فرق مسام من أجل اليمن الشقيق وخاصة استمرار جهود هذا المشروع الإنساني الذي تتمثل غايته الوحيدة في أن يستعيد اليمنيون أمنهم في وطنهم ويعودوا أحرارا من قيود الألغام المهلكة.