عبد الملك محي الدين: أشتاق للمشي شوق الطيور لأعشاشها
على امتداد سنوات الحرب التي شنتها الميليشيات الحوثية على اليمنيين هنالك ضحايا لم تولد إعاقتهم معهم، بل دستها لهم أيادٍ آثمة في تراب أراضيهم ومنازلهم.
وقد حصدت الألغام الحوثية أرواح الآلاف من المدنيين بين طفل وشيخ وامرأة وشاب، وأعاقت أجسادهم، ولوثت الأراضي الزراعية ومنعت السكان من جلب المياه النظيفة، وأعاقت وصول المساعدات الإغاثية لمستحقيها، وفخخت البيت والمدرسة والحقل والطريق والجبل.
ضحايا الألغام في اليمن تدمي القلوب
قصص ضحايا الألغام في اليمن تدمي القلوب؛ مدنيون كل همّهم لا يتجاوز جلب دواء أو غذاء أو ماء أو الخروج للرعي. فكل من يعيش في المناطق المزروعة بالألغام، يعيش ضغوطاً نفسية هائلة خوفاً من أن ينفجر به لغم في موضع قدمه أو إطار سيارته، أو حتى أقدام مواشيه التي يعتمد عليها في معيشته.
وفي حي الأربعين بمدينة تعز، كان الشاب عبد الملك محي الدين عائداً إلى منزله لكنه فاق في المستشفى بعد أن اعترض طريقه لغم زرعه الحوثيون في باب منزله وتسبب في بتر قدمه اليمنى وجروح بليغة في أجزاء مختلفة من جسده.
يقول الشاب عبد الملك في حديث خاص بمكتب مسام الإعلامي: “أُصبت بلغم زرعته ميليشيا الحوثي في باب منزلي، والآن أعيش بانتظار الموت. فقد حرمَتني الإصابة من ممارسة حياتي اليومية كالآخرين، وأصبحت سجيناً للآلام.”
الهروب من جبروت ميليشيا الحوثي
وعن تفاصيل قصته يقول عبد الملك “أجبرتنا الحرب على النزوح فتركنا منازلنا ونزحنا إلى وادي الضباب لننجو بأنفسنا من قذائف الميليشيات التي تتساقط بشكل مستمر على المنازل، وقبل شهرين قررت أن أذهب لتفقد منزلي والتأكد بأنه لم يتعرض للقصف أو السرقة، وما إن وصلت إلى بوابة المنزل حتى انفجر بي لغم فردي أسفر عن بتر قدمي اليمني بالإضافة إلى عدة جروح في أجزاء متفرقة من جسدي وما زالت يدي اليمني على موعد قريب مع البتر بعد أن عجز الأطباء عن علاج الجراج البليغة التي لحقت بها.
يتحسر عبد الملك كثيراً لوضعه الحالي قائلاً: “حين يكون الواحد منا قادراً على المشي والتحرك، يقدر أن يعيش حياته ويأتي برزقه، لو كان فقيراً فهو قادر على تصريف شؤون حياته، أشعر أني محبوس في قفص، وأعاني من ظروف صعبة فوالدي متوفي وكنت أعيل أسرتي والآن أصبحت ابحث عن من يعيلني ويتكفل بعلاجي”.
كما تروي والدة عبد الملك لمكتب مسام الإعلامي ما عاناه ولدها مع الإصابة، بقلب أم موجوعة على ما حل بابنها، فتقول: “يعاني ابني كثيراً وخاصة في الليل ويدخل بشكل متواصل في نوبات من الإغماء بسبب الألم ويشقى بسبب نقص التغذية، فلا يجد غير رغيف الخبز ليسد به جوعه بالإضافة إلى عجزنا في توفير الأدوية..”
ولا تجد هذه الأم المكسورة سوى أن تناشد فاعلي الخير بمساعدتها في علاج ابنها وتخفيف آلامه وتوفير تغذية جيدة له لحاجته الماسة إليها بعد أن وهن جسمه وضعفت مناعته.