الأخبار
كثيرة هي القصص المحزنة التي سمعناها عن ضحايا الألغام في اليمن، الألغام التي زرعتها ميليشيات الحوثي في كل مكان في الأراضي اليمنية مستهدفة بها الأبرياء العزل غير عابئة بما تخلفه من خسائر في الأرواح وأضرار في الأجساد وفي البنية التحتية التي اهترأت ودمرت بشكل لافت.
فقد حولت جماعة الحوثي مدن الساحل الغربي وبلداته ذات الطبيعة المفتوحة إلى حقول ألغام، حيث دأب هؤلاء المتمردين على زرع الآلاف من الألغام لمنع تقدم قوات الشرعية من جهة، ولعقاب أبناء اليمن على رفضهم لوجودهم.
وكان عبده الكبودي وهو ضابط في القوات الحكومية قد أشار إلى أن الحوثيين يتحصنون بحقول واسعة من الألغام التي يزرعونها بطريقة عشوائية. في حين أكدت الباحثة في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى إليانا ديلوزيي أن هذا الكم الهائل من الألغام سيشكل تحديا كبيرا في حقبة ما بعد الحرب.
وكان المنسق بالبرنامج الوطني لنزع الألغام باليمن قد أوضح سابقا أن شياطين الموت تتركز في المناطق الجنوبية والساحل الغربي، والتي تشمل المخاء وذوباب والخوخة وحيس والوازعية ومأرب وباب المندب وشبوة “عسيلان وبيحان”، وفي لحج خاصة مديرتي طور الباحة والمضاربة، مشيرا إلى أن سكان هذه المناطق الأكثر تعرضا للإصابة بالألغام لأنهم رعاة أغنام.
إن المواطنين هناك يعاقبون بشكل مضاعف إذ باتت حياتهم يملؤها الخوف والرعب من بذور الحقد المطمورة في أراضيهم والتي تتربص بهم، إذ يكفي أن يخون الحظ أحدهم لوهلة ليلقفه اللغم حينها إما أن يلقى حتفه وإما أن يفتح عينيه في مستشفى ليكتشف ما حل بجسده.
ولإيقاف هذا النزيف في الأرواح تواصل الفرق الهندسية التابعة لقوات الجيش الوطني وكذلك التابعة لمشروع مسام العمل بصفة دؤوبة لإزالة الأشواك التي غرزتها هذه الميليشيات في الجسم اليمني، كما أن الأمم المتحدة مسؤولة بدورها عن مواجهة هذه الأزمة غير أنها استثمرت مبالغ كبيرة وقدمتها على طبق من ذهب للحوثيين بهدف نزع الألغام وهو ما يعتبر أمرا غير منطقي، فكيف لمن زرعها أن ينتزعها؟، وهو ما أكده الحوثيون حيث اعتمدوها لزراعة المزيد من حقول الألغام التي تحاول الفرق العاملة التقليص من عددها عبر تطهير الأراضي من هذا البلاء، إذ شرعت الفرق الهندسية التابعة للجيش الوطني في نزع وتفكيك الألغام التي بذرها الإنقلابيون في مديرية باقم بمحافظة صعدة شمال البلاد وتمكنت من انتزاع كميات كبيرة من الألغام والعبوات الناسفة من المناطق المحررة حديثا على غرار قرى قماحل والقحلة وزماحل وآل معيض والجيل الأسود.
كما استطاعت الشرطة العسكرية بالضالع من تفكيك عبوتين ناسفتين وإبطال مفعولهما بعد أن عثرت عليهما في مقلب قمامة على مقربة من الطريق العام وسط المدينة إحداهما كانت عبارة عن قنينة للمبيدات ملئت بالمتفجرات وهو ما يبين خبث هذه الجماعة التي تفننت في إخفاء وتمويه بذور حقدها لتنال من عزل ليس لهم ذنب سوى أنهم خلقوا على هذه الرقعة الجغرافية.
إن ما ترتكبه الميليشيات الحوثية من جرائم ممنهجة في حق الشعب اليمني يثبت الاستخفاف التام بالحياة الإنسانية الذي تواصل هذه الجماعة الانقلابية إظهاره والذي لم يسفر إلا عن دمار البلد ومعاناة هائلة لشعبه الذي يعاقب في إطار حملة شعواء لا طائل منها.