حال اليمن اليوم مع الألغام مخيف، والتحولات الجديدة في عدد الألغام وطرق زراعتها هو العنوان الأكبر للكارثة التى تحدث الآن في عسيلان على سبيل المثال لا الحصر، وقد عبر مدير عام مشروع مسام الأستاذ أسامة القصيبي على هذا الواقع المحفوف بالمخاطر والتحديات بقوله “خلال الثلاث السنوات الماضية لم يحصل أن أحد فرق مسام، استطاع نزع أكثر من 100 لغم في يوم واحد، لكن اليوم أصبح الفريق ينزع 250 لغما باليوم الواحد، وهذا يدل على كثافة الألغام المزروعة في الفترة الأخيرة”.
وحول طبيعة الألغام المنزوعة، أوضح القصيبي أن الألغام التي يتم نزعها هي ألغام حديثة مفبركة ومشركة، والهدف منها قتل أكبر عدد من المدنيين، فنحن اليوم نواجه علب الموت تم تصنيعها محليا بحجم أكبر وتقنية جديدة لم نشهدها الفترة الماضية.
وعقب القصيبي قائلا “أكبر مشكلة واجهتنا مؤخرا هي فقدان مسام خلال هذا الشهر 3 من نازعيه، وقد استهدف شهداء مسام بعبوات ناسفة انفجرت قبل أن يصل النازعون إليها، فنحن نتعامل اليوم مع ألغام مبتكرة وبتقنيات متطورة لم نشهدها من قبل في اليمن”.
وقد لفت القصيبي إلى أن تطور مهارات الحوثيين في صناعة الألغام وزراعتها ليس من حيث النوع فقط، وإنما أيضا من حيث الكم، إذ عمدت الميليشيا على زراعة آلاف الألغام وبكثافة بهدف إيقاع أكبر عدد ممكن من الضحايا من المدنيين وحتى الحيوانات.
كما أوضح القصيبي أن استشهاد العاملين في المشروع أثناء تفكيك الألغام لم يكن لأخطاء بشرية، وإنما لحدث وتطور الألغام في كل مرة ومنها الألغام المفخخة التي يجري تفجيرها عن بعد وتقنيات أخرى تكتشفها طواقم المشروع لكن بعد تقديم تضحيات كبيرة وهي ضرورة حتمية فلا يمكن التعامل مع الألغام دون التعامل البشري.
وقد أفاد نائب مدير البرنامج الوطني للتعامل مع الألغام منتظر الردفاني، أن البرنامج الوطني لنزع الألغام نفذ بالشراكة مع مشروع مسام، عملتي إتلاف في مديرية عسيلان، وهي حصيلة فترة ثمانية أيام من النزع، لعلب الموت من المنشآت والشوارع ومحيط مديرية عسيلان، والتي كانت تمثل كابوسا رهيبا خانقا لحياة الناس هناك.
وبين الردفاني أن كمية الألغام والعبوات الناسفة التى دمرت في هذه العملية المشتركة بلغت عدد6800، منها 4000 لغما و2800عبوة ناسفة، حيث زرعت علب الموت المتفجر بكثافة عالية وبطرق خبيثة مختلفة جدا على ما عهدناه في السابق.
وأوضح الردفاني أن عملية نزع هذه الألغام وتفكيكها تطلب جهودا كبيرة، وبعد أن كانت مديرية عسيلان على وشك إنهاء مأساتها مع الألغام عاد الوضع إلى أسوء ما كان عليه من حيث عدد الألغام وطرق زرعها، مبينا أن عسيلان ستحتاج إلى سنوات من العمل الدؤوب ليتم تحريرها من الألغام بالكامل.
واقع جعل مسام يتحرك ويعتمد خطة لاعادة الإنتشار التي تهدف إلى الوصول إلى جميع المناطق المحررة حديثا استجابة لندائات المواطنين وفتح ممرات آمنة، والحد من وقوع ضحايا بسبب الألغام.
خطة شدد فيها القصيبي على أهمية الإلتزام بمعايير السلامة كمبدأ ثابت لمشروع مسام والحفاظ على سلامة النازعين، والعمل بروح الفريق الواحد واستشعار المهمة الإنسانية التي نقدمها لإنقاذ وتأمين حاضر ومستقبل اليمن.