منذ ما يقارب الخمس سنوات كانت فرق مسام على موعد مع حقول عشوائية مفتوحة من الألغام في اليمن الذي بات بسبب علب الموت المبعثرة فيه أرضا موبوءة بالألغام التي زرعتها الميليشيات المارقة عن القانون انتقاما من اليمن واليمنيين.
تحد كبير ومنهك تعاملت معه فرق مسام بمهنية عالية جاعلة رهانها الإنساني يقفز على كل التحديات على الأرض، وفي هذا الإطار أفاد المهندس عبد الله محمد شعفل قائد الفريق 21، أن فريقه تلقى بلاغا بحدوث انفجار في منطقة يختل “الرمة”، فتحرك فورا لموقع الحادثة حيث نزع الفريق مئات الألغام.
كما بين شعفل أن علب الموت التي تم نزعها تطلبت عملاً شاقاً لأنها كانت عشوائية، وقد تسببت هذه الألغام في تعطيل حياة الناس ومثلت تهديدا خطيرا لهم.
وقد أوضح شعفل أن العديد من المواطنين كانوا محاصرين بهذه الألغام والبعض منهم ترك بيته خوفا من مخاطرها حيث انتشرت علب الموت بين المساكن وفي الطرق وحتى حول دور العبادة.
وقد أشار عبد الله شعفل أن جهود مسام مكنت العديد من المدنيين من العودة لبيوتهم بعد أن خلصتهم من شر هذه العلب القاتلة، والعمل جار ومتواصل حتى يتم تأمين كامل المنطقة من الألغام.
وقد كشف شعفل أن أكبر تحدٍ تواجهه فرق مسام هو عشوائية الألغام وتهالك بعضها، حيث يؤدى لمسها فقط إلى حدوث كارثة، خاصة وأن منطقة يختل ” الرمة” هي منطقة زراعية وأغلب أهلها رعاة ويحتاجون لتنقل هم وماشيتهم ليكلؤوا أنعامهم، لذلك عندما يتم ملاحظة أن اللغم خطير النزع يتم إحراقه في موقعه عن طريق خبير مختص لضمان سلامة الفريق الذي يقوم بعملية النزع والمدنيين وممتلكاتهم.
وقال المهندس محمد العجرة قائد الفريق الرابع مسام أن فريقه عمل على مدار أسبوعين تحت جبل الجندلة بمديرية عسيلان بمحافظة شبوة، حيث تنتشر الألغام العشوائية.
وقد بين العجرة أن عشوائية الألغام حتمت علينا تقسيم المنطقة إلى حقول ليتم التعامل مع هذه الألغام المبعثرة بمهنية عالية وبحفاظ كبير على أسباب السلامة.
كما أشار العجرة أن الألغام المنتشرة والعشوائية في هذه المكان جعل منه منطقة غير صالحة لا للرعي ولا للاستثمار، معربا أن مسام عازم على إعادة الحياة لهذا الفضاء حتى تعود له الحياة ويجدد المواطنون الاستفادة منه والعيش فيه بأمان بعيدا عن تهديدات علب الموت.
وقد أفاد المهندس علي عبد الله محمد الريمي قائد الفريق التاسع، أن فريقه يعمل حاليا بمنطقة الصفحة وهي منطقة زراعية ملوثة جدا بالألغام حيث تم تطهير حتى الآن 12 حقلا من الألغام بصفة كلية، وقد باتت صالحة للزراعة مجددا، حيث استبشر مزارعوها خيرا بعد أن عاد لها أمنها من علب الموت على يد فرق مسام وسقتها الأمطار مؤخرا بغزارة على حد تعبيره.