على إيقاعها الدموي المهلك، ووفقا لقانونها الهمجي الجائر، عاش أهل بيحان مآسي متعددة بسبب الألغام، التي لم ترحم أي شيء في طريق نقمتها وسعت لخنق الحياة في هذه المنطقة اليمنية التي عانت كثيراً بسبب تفشي الألغام وعشوائيتها.
وقال الدكتور عوض المصعبي، نائب عميد كلية التربية ببيحان، في هذا الإطار إن كل من مديريات بيحان وعسيلان والعين عانت كثيرا من الزراعة الكثيفة والعشوائية للألغام. كما أن اليمنيين في هذه المديريات عاشوا مرارات كبيرة بسبب علب الموت المتفجرة، فمنهم من فقد أسرته كاملة ومنهم من فقد أطرافه، وقد وصل الضحايا بالمئات بسبب هذه العلب القاتلة.
وقد أوضح عوض المصعبي أن أهالي هذه المديريات عرفوا نكسات بالجملة بسبب هذه الألغام، حيث لم تكن الخسائر البشرية هي ضريبة معاناتهم الوحيدة مع الألغام، وإنما فقدوا أيضاً بيوتهم ومزارعهم ومواشيهم واضطروا إلى النزوح.
كما أفاد المصعبي أيضاً أن فرق مسام هبت لنجدة هذه المديريات المنكوبة بسبب الألغام، وقد قدموا جهوداً جبارة، حيث تم إزالة كميات كبيرة من علب الموت ومازال العمل جاريا نظريا لوجود ألغام في عدة مناطق متفرقة بحاجة إلى النزع والإتلاف.
وقد اثنى المصعبي على تضحيات مسام التي بلغت فداء الناس في اليمن بأرواحهم، حيث قال إن هناك من عناصر فرق مسام من فقد حياته وآخرون فقدوا أطرافهم في سبيل رسالتهم الإنسانية في اليمن، وهو من أكبر مظاهر التضحية و العطاء على الإطلاق.
كما أعرب وليد الباكري الطالب بكلية التربية ببيحان، عن شكره لفرق مسام التي تناضل إنسانياً من أجل سلامة الشعب اليمني من الألغام وتأمينه من العلب القاتلة، معرباً عن امتنانه لهذه الفرق التي تعمل في ظروف محفوفة بالمخاطر حاملين أكفانهم على أكتافهم وأرواحهم بأيديهم.
كما اعتبرت أسماء الشوافي، الطالبة بالكلية ذاتها، أن تضحيات وجهود مسام الإنسانية من أجل دفع الموت الملغوم عن اليمنيين، لا يمكن أن توفي عبارات الشكر والامتنان حقها، معتبرة أن مسام قدم تضحيات مشرفة ونموذجية في عالم العطاء النبيل.