الأخبار
تسعى ميليشيا الحوثي إلى حكم اليمن بالحديد والنار، لذلك لم تدخر أي جهد لإرهاب المواطنين وبث الفوضى من خلال زرع الألغام والعبوات الناسفة. لقد نثرت أدوات حقدها وبغضها في كل شبر من الأراضي اليمنية غير مكترثة بأي لحظة دمار أحدثتها في البيت اليمني. إنهم رواد للبشاعة والإجرام عن جدارة.
فأكثر من 20 مليون يمني يعيشون في خطر محدق مع كل خطوة بسبب الألغام المطمورة في جوف الأرض والتي تعد الأكثر كثافة بين دول العالم منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية في 1945.
وسط حقول كاملة من الألغام، يلاقي اليمنيون الموت والإصابة في كل خطوة، فهناك آلاف الضحايا الذين وثقت حالاتهم مؤسسات محلية ودولية لتكون شاهدا على مدى دموية هذه الفئة المارقة، مما جعل اليمن أكثر بلد يعاني من الألغام، إذ لا تخلو أي قرية أو محافظة وطأتها أقدام المتمردين من صناديق الموت. وعلى سبيل الذكر لا الحصر، فقد قدر تقرير حقوقي صادر في مارس الماضي حقول الألغام التي وزعتها الميليشيات الحوثية منذ سريان الهدنة في الثامن عشر من ديسمبر الماضي بـ37 حقلا تمتد على مساحة 594 كيلومترا في 17 مديرية في الحديدة، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى أغلبهم من الأطفال، فيما حوصر زهاء 800 ألف شخص في مناطق متفرقة من المديريات الـ17، مشيرا إلى أن خسائر القطاع الإقتصادي في الحديدة بلغت الملياري دولار نتيجة زرع الألغام في 93 منشأة صناعية.
كما صعبت الألغام على الأهالي إطعام أنفسهم والحفاظ على دخلهم، وهو ما أكدته القائمة بأعمال مديرة برنامج الطوارئ في “هيومن رايتس ووتش” بريانكا موتابارتي بقولها “الألغام الأرضية التي زرعها الحوثيون لم تقتل وتشوه المدنيين فحسب، بل منعت اليمنيين المستضعفين من حصاد محاصيلهم وجلب المياه النظيفة التي هم في أمس الحاجة إليها للبقاء على قيد الحياة إضافة إلى منع منظمات الإغاثة من جلب الغذاء والرعاية الصحية للمدنيين الذين يعانون من الجوع والمرض بشكل متزايد”.
وأوضحت المنظمة أنها رصدت أدلة على قيام الميليشيات الحوثية بزراعة الألغام المضادة للمركبات والألغام المضادة للمركبات المعدلة لتنفجر من وزن طفل في المناطق المدنية علاوة على الأجهزة المتفجرة المموهة على شكل صخور وجذوع نخل.
ووفقا لأحدث تقرير عالمي رصد حوادث الألغام المضادة للمركبات لعام 2018 في جميع أنحاء العالم فقد تصدرت اليمن قائمة الدول الأكثر ضحايا لحوادث الألغام المضادة للمركبات، إذ شكلت اليمن ومالي وحدهما 64% من إجمالي الحوادث على مستوى العالم.
أزمة الألغام جعلت العاملين بمشروع مسام يحاولون العمل بخطى حثيثة لمجابهة خطرها الذي ضيق الخناق على المواطنين وحرمهم لذة الحياة، وتمكنت الفرق الميدانية التابعة للمشروع من نزع 1077 لغم وذخيرة غير منفجرة خلال الأسبوع الأخير من شهر أغسطس توزعت كالتالي: 363 لغما مضادا للدبابات، و15 لغما مضادا للأفراد و635 ذخيرة غير منفجرة و74 عبوة ناسفة ليصل مجموع ما تم نزعه خلال هذا الشهر 6512.
وذكر المدير العام لمشروع مسام السيد أسامة القصيبي أن الفرق الهندسية تمكنت منذ انطلاق المشروع ولغاية 30 أغسطس الماضي من إزالة 84825 تنوعت بين ألغام وذخائر غير منفجرة وعبوات ناسفة.
رغم الجهود التي يبذلها مشروع مسام والجيش اليمني لنزع الألغام والتي حققت نجاحا مثمرا، فإن التهديد مازال قائما بسبب كثافة الألغام وتعدد أشكالها وأحجامها وأنواعها علاوة على انتشارها على مساحات شاسعة من اليمن بطرق عشوائية دون خرائط إيضاحية.