الألغام المموهة عدوة لدودة لطفولة اليمن، تتربص بهم وتنال منهم بدم بارد، وهذا حال علي سالم الذي فقد أخاه وبترت رجله في حادثة مأساوية أثناء لعبهما بجسم ملقى على الأرض، حيث كانت هذه الحادثة آخر عهد علي باللعب.
اليوم يستند الطفل علي سالم إلى عكازيه ليقدر على الخروج من البيت، يمشي بصعوبة قصوى ويتعب كبير بعض خطورات، وبعد قطع مسافة قصيرة يرمى جسده على أقرب مكان يمكنه أن يستريح فيه ومن ثمة يواصل مشواره القصير الشاق نحو رفاقه.
تحت شجرة قريبة من البيت يلتقي أصدقاء الأمس، يجالسهم ويتبادلون أطراف الحديث ويتذكرون مرحهم ولعبهم وحركاتهم الخارقة ومشاكساتهم الشيقة.
الكل حاضر في هذه الجلسة ما عدا أحب شيء لعلي ورفاقه.. إنه اللعب فعلي بات عاجزا على مشاركتهم هذا الشغف، وهم يدركون ذلك جيدا لذلك تركوا اللعب في هذا اللقاء واكتفو بالحديث وتبادل ابتسامات شاحبة لا تخلو من الحسرة.
فكم أجرمت ومازالت الألغام بحق طفولة اليمن وكم بلغ ظلمها حد تنوء به الجبال!!.