تعود قصة النازع المهندس علي عبد الله الريمي قائد الفريق 9 مسام، مع الألغام إلى سنوات خلت، حيث بدأ العمل مبكرا في مجال دحر الألغام في بلاده، ليكبر حلمه في قهر هذا العدو المتفجر وطرده دون رجعه من وطنه، مع انضمامه لمشروع مسام، وهنا يتحدث الريمي عن انخراطه في مشروع مسام بقوله “بدأت عملي في مجال الألغام في شعبة الهندسة العسكرية حيث كنت ضمن فرق نزع الألغام سنة 1994 واستمر عملي في هذا المجال حتى تم تأسيس البرنامج الوطني للتعامل مع الألغام سنة 1998، ومن ثمة انضممت لمشروع مسام الإنساني سنة 2018.
وعن طبيعة عمل ضمن فريق مسام قال “وجهنا تحديات كبيرة بسبب التحولات التي طرأت على الألغام من قبل الميليشيات، حيث عمدت هذه الأخيرة إلى تحويل الألغام المضادة للدروع إلى ألغام مضادة للأفراد”.
وأَضاف “بفضل دعم مسام وسعيه إلى صقل الخبرات وتنمية المهارات وهضم التحديات، تمكنا في الميدان من تذليل صعاب عديدة والتغلب على ألغام مختلفة تم تطويرها وتمويهها بطرق مبيتكرة، كالألغام التى زرعت في الصخور وجذوع الأشجار وغيرها”.
وعن خبرته في مجال نزع الألغام، أفاد الريمي “أسهم تراكم خبراتي في مجال التعامل مع الألغام منذ التحاقي بشعبة الهندسة العسكرية ومرورا بالانضمام الى البرنامج الوطني للتعامل مع الألغام ومن ثمة الالتحاق بمشروع مسام الإنساني العظيم، في توفيقي إلى حد كبير في مجال التعامل مع فخاخ الموت المتفجر، حيث نجحنا في انتزاع العديد من الألغام المبتكرة وذات الخطورة العالية، وهنا لعبت الخبرة دورا كبيرا في إنجاح هذه المهام الحرجة والدقيقة”.
وحول طبيعة عمله ضمن مشروع مسام ، بين الريمي التالي: “عملنا ضمن مشروع مسام على تطهير حقول ألغام كثيرة وتوفقنا بفضل الله في هذه المهام النبيلة، حيث خلصنا العديد من المدنيين من كارثة الألغام وتربصها بحياتهم وأرزاقهم وتشريدهم عن بيوتهم وذويهم، كما تعاملنا في عدة مهام أخرى مع القذائف بشكل عام، فنحن الآن نعمل في منطقة مرة بمحافظة شبوة، وهي منطقة ملوثة بالصواريخ والقذائف والفيوزات، وهي تمثل خطورة كبيرة على أطفال المنطقة والرعاة الذين يجوبون بأغنامهم المراعي بحثا عن الكلأ، وبناء على بلاغات من المواطنين، تم تكليفنا بالتوجه فورا لهذه المنطقة وتطهيرها من الإرهاب المدفون تحت الأرض فيها”.
ثم فصل قائلا “وعلى مدار 8 أشهر تواصل عملنا في منطقة مرة التي وجدناها مولوثة بكثرة بمختلف أدوات الموت الملغومة، وقد ثابرنا ومازلنا نثابر بدافع حب العمل الإنساني حتى تعود منطقة مرة إلى سابق عهدها آمنة على أهلها، وحتى يعودوا إليها وهم مطمئنين على سلامتهم وسلامة ذويهم، وبعد فترة قليلة إن شاء الله سنعلن أن منطقة مرة خالية من الصواريخ والفيوزات والألغام حتى يعود أهل المنطقة إليها آمنين مطمئنين، وتقر أعينهم برؤية منطقتهم مجددا متعافية من الموت الملغوم كما عهدوها سابقا”.
ومن جهة أخرى، سلط الريمي الضوء على طبيعة عملها في محافظات يمنية مختلفة، حيث قال “عملت في منطقة بيحان وعسيلان، حيث كانت هذه الحقول مكتظة بالألغام المضادة للأفراد والمضادة للمركبات وقد واجهنا تحديا كبيرا في التعامل مع نوع من الألغام يسمى “الألغام المجهولة”، وهي ألغام مزروعة بطرق عشوائية دون خرائط ترشدنا لمكن تواجدها، وقد ساعدتنا بلاغات الموطنيين في الاهتداء الى بعض هذه الحقول المجهولة، ونحن ندعو أهل اليمن الى المزيد من التعاون في هذا السياق وإبلاغ الفرق المختصة عن أي تواجد لأجسام غريبة ومشبوهة، فهذا من شانه أن يقلل الخسائر البشرية الى أبعد الحدود”.
وثد ختم الريمي بقوله “نشكر مشروع مسام الذي قدم ومازال تضحيات جليلة من أجل تطهير اليمن من الألغام، فاليمنيون ممتنون لهذا المشروع الإنساني الفذ الذي لم يدخر جهدا في محاربة الألغام من أجل خير أهل اليمن ومن أجل تأمينهم من سطوة هذا الوباء المتفجر المهلك”.