لم يستطع علي قاسم صالح، البقاء في قريته التي يسكنها بالضالع بسبب توحش الألغام ونيلها من الناس واحتلالها للأراضي وزحفها على البيوت ومصادر المياه والمرافق الحيوية، لذلك اضطر للنزوح مع عائلته إتقاء لشر علب الموت المتفجرة، وفعلاً تمكن هذا الأخير من الهروب والبقاء في مراتع اللجوء.
وعندما سمع علي أن منطقتهم تم تأمينها من الألغام، قرر العودة مع عائلته، وفي طريق العودة التقى بأخته وعائلتها الذين فرقتهم الألغام لسنوات.
لقاء لم يبق سعيداً كما أريد أن يكون، فتحت إحدى الأشجار كان لغم غادر في انتظار أخت علي قاسم، هناك فقدت رجلها وباتت عاجزة، وخلف حادث انفجار اللغم تحت قدميها غصة في صدر علي الذي لم يتمكن من عيش فرحة لقاء أخته بعد طول غياب، وقد حول هذا اللغم جمعهما إلى مأساة.
رغم هذا المصاب لا يقطع علي قاسم الأمل اليوم، وهو مايرى عن كثب مثابرة مسام من أجل تأمين حياة اليمنيين من الألغام، حيث قال: “مسام ضحى كثيراً من أجل اليمنيين وكافح بقوة وجدارة في سبيل هزيمة الألغام، وأنا شخصياً أشعر بتفاؤل كبير إزاء قدرة هذا المشروع النبيل على قهر هذه الآفة الملغومة في وطني”.