ذكر عمر الحميري، المحامي والناشط الحقوقي اليمني أن بقاءه في مدينته تعز المنكوبة منذ سنة 2015 وحتى الآن، جعله يقف بنفسه على تفاصيل جرائم الميليشيات الحوثية، حيث قال: “لقد عانت تعز من جرائم شتى نفذتها بحقها الميليشيات الحوثية، لكن تبقى جريمة زراعة الألغام فيها بأعداد مهولة وبعشوائية مرعبة، الأبشع على الإطلاق”.
كما بين الحميري أن مشروع مسام الإنساني، قد خلص تعز منذ سنة 2018، وحتى الآن من آلاف الألغام، منها ألغام فردية محرمة دوليا، بلغ عددها قرابة الـ5 آلاف، وقد بلغ ضحايا علب الموت في تعز فقط ما يزيد عن 2000 شخص أغلبهم من الأطفال والنساء، حسب قوله.
وقد أكد أن جريمة زراعة الألغام من قبل هذه الميليشيات هي الأبشع على الإطلاق لأن تبعاتها لم ولن تتوقف عند مرحلة محددة، وإنما سيعاني منها الشعب اليمني كثيراً ما دامت هذه الألغام مازالت موجودة ومتربصة به في كل مكان.
ولفت الحميري إلى أن العديد من الأحياء السكنية ما زالت تعاني من سطوة الألغام المضادة للأفراد والدبابات، وهي ألغام محرمة دولياً ومدانة عالميا من القانون والبروتوكولات الدولية، حيث تختص محكمة العدل الدولية بمعاقبة مرتكبي مثل هذه الجرائم الشنيعة المتعلقة بزراعة الألغام.
و قال الحميري إن جريمة زراعة الألغام، تصنف من قبل محكمة العدل الدولية من السبع الجرائم الأكبر باعتبارها جريمة انتقامية ليس فقط من العسكريين وإنما من المدنيين الأبرياء أيضا، حيث زرعت الألغام في المنازل ومناطق التزود بالمياه والمدارس وغيرها.
كما بين عمر الحميري أن مسام، مشروع عظيم وحيوي جداً في اليمن اليوم، فلا يمكن تصور الحياة في اليمن حاليا، دون المدد الإنساني لهذا المشروع النبيل، فلولا مسام ما استطاع العديد من المواطنيين من العودة لمنازلهم وأحيائهم وقراهم ومزارعهم ومدارسهم ومستشفياتهم وغيرها، فبفضل مسام تم تأمين مساحات شاسعة من اليمن من الموت الملغوم.
وناشد الحميري بضرورة استمرار عمل مشروع مسام في اليمن، ومواصلة ملحمته الفذة في القضاء على الألغام التي ما زالت إلى اليوم تزرع في بعض المناطق، مما يجعل من بقاء واستمرار مشروع مسام في اليمن بمثابة الضرورة الإنسانية للعيش الآمن في اليمن على حد قوله.