الأخبار

تتكالب المؤامرات على اليمن الجريح، وتتعدد جبهات النيل من ربوعه بين سطوة الحرب وويلات الألغام، بهدف خنق الحياة فيه وتحويله إلى جحيم لا يطاق، يطبق على اليمنيين ويسلبهم العيش الهانئ. وكأن اليمن وأهله الأبرار لم يكتفوا بالويلات والآلام حتى تطل اليوم فاجعة جديدة تحز في القلوب وتكسر الخواطر.
حقيقة مرة انتهت إليها الفرق الهندسية التابعة لمسام والعاملة على نزع الألغام من سائر الربوع اليمنية، مفادها أن في اليمن أفرادا يأخذون من الألغام غنائم يخبؤونها في بيوتهم.
معلومة جديدة صادمة يمكن قراءتها من أكثر من زاوية، فهؤلاء الأفراد الذين باعوا صمتهم ووطنهم لأجل فتات الغنائم الواهية هم يجهلون أنهم يخبؤون بين أولادهم وأهاليهم قاتلا ماردا غادرا يمكن أن يتمرد عليهم في أي لحظة هم وذويهم ويحولهم إلى نسي منسي.
أما ثانيا، فإن هؤلاء المتورطين في غنائم الألغام، قد باعوا وطنهم قبل ذمتهم ودفنوا ضمائرهم مع هذه الألغام المنهوبة ، وتم استدراجهم بلقم العيش وحفنات من المكاسب الهشة الزائلة ليخسروا بسببها أنفسهم وأهليهم ووطنهم الذي يجتهد أبناءه الأبرار في سبيل الذود عنه، وهؤلاء هم الغانمون حقا، وليسوا كمن باع نفسه للشيطان وأسكنه داره.
ثالثا، فالمتورطون في غنائم الألغام هم حلقة مأساوية في تحويل ماراثون القضاء عليها إلى دائرة مفرغه، فمسام يسابق الزمن لاجتثاث الألغام وهؤلاء المتكسبون بالدم يسهمون في إعادة الألغام المنزوعة إلى أيادي زراعها الأوائل مقابل فتات واه حقير.
حقيقة مرة لا يجب السكوت عنها، فاليمن اليوم قد اكتفى طعنات، وأكبر الطعنات الموجعة هي التي يسددها ابناؤه الذين غسلت أدمغتهم ومحيت ضمائرهم لأجل أن يكون اليد التي توجه لهذا الوطن ضربات قاسية.
واليوم نقول لأبناء اليمن، أنتم الغد وأنتم الأمل واليمن منكم وإليكم، فكونوا بارين به واحذروا فتن المتآمرين، الوقت لم ينته بعد لتكفير الخطايا والعودة لحضن الوطن الحبيب، اكسروا قيد الدخلاء وعودوا لوطنكم الذي مهما جار عليكم الجائرون ما يفك يشتاق إليكم. فالأخطاء يمكن تصحيحها والجراح يمكن تطبيبها لكن جرح الخيانة عار عبر الأجيال.
وها هو مشروع مسام على لسان مديره العام السيد أسامة القصيبي يفتح ذراعيه للعائدين التائبين عن هذه الخطيئة ويدعوا أصحاب الغنائم من الألغام بتسليمها للمختصين لتخليصهم من شرها.
وفي هذا السياق طالب السيد القصيبي كل مواطن يمني بضرورة المبادرة بتسليم هذه الألغام المخزنة على شكل غنائم إلى إدارة مشروع مسام أو البرنامج الوطني لنزع الألغام أو قوات التحالف العربي حفاظا على أرواحهم وسلامة أهاليهم وأبنائهم والوطن.