الأخبار
مثل اهتمام مسام بالكفاءات والخبرات في مجال تقصي الألغام ونزعها وإتلافها، والمعدات التي تسهم في إنجاز هذه العمليات على أتم وجه وفي ظروف آمنة ومحصنة للفرق العاملة ميدانيا في هذا المضمار، فإن مسام أيضا لم يغفل عن توفير مرافق حيوية تنجح مهمته الإنسانية في اليمن، وبل سعى إلى جعل هذه المرافق خاضعة للتطوير والتحديث والتطور بما يواكب ومقتضيات اللحظة، ومن أهم هذه المرافق القسم الطبي التابع لهذا المشروع.
فالقسم الطبي بمشروع مسام، مهمته الجوهرية تتمثل في دعم الطاقم الطبي لمسام الذين يعملون مع فرق مسام، وكل أعضاء هذا القسم لديهم تجارب وخبرات في المجال الطبي قبل الحرب، بعضهم كانوا ممرضين، ومساعدي أطباء، وعندما التحقوا بالمشروع تلقوا تدريبا طبيا إضافيا، كي يقدموا أفضل أنواع الرعاية التي يحتاجها نازعو الألغام.
ويشد عضد هؤلاء كل العاملين في الطاقم الطبي بتوفير المعدات الطبية والأدوية التي تمكنهم من علاج حالات الطوارئ بدء من نزلات البرد العادية إلى عمليات البتر.
كما يتلقى هؤلاء تدريبات مستمرة، حتى يكونوا على دراية بآخر أفضل وسائل الرعاية الطبية وللتعامل حتى مع الصدمات النفسية نتيجة الاصابة بالألغام.
ومواكبة لوباء كورونا المتفشي في العالم، فقد تلقت كل فرق مسام في منطقة عدن معلومات بشأن الوباء والأساليب الأساسية للوقاية منه، كما حصلت الفرق الطبية على تدريب لمواجهة هذا الفيروس، حتى تتمكن من الذهاب إلى السكان المحليين وتعلمهم بشأن هذا الوباء، كما حصلت الفرق على خطة الطوارئ والاستجابة التابعة لمشروع مسام، حتى يتمكنوا من الاطلاع على الإرشادات ويعرفوا ما ينبغي عليهم فعله إذا كانت هناك حالات إصابة بكورونا.
كما ذكر الخبير الأجنبي، في مشروع مسام لودفيغ فيرجيس التالي “إن مسؤولية الأعضاء الدوليين في مسام تتمثل في الإشراف على عمليات نزع الألغام التي تقوم بها الفرق على الأرض، كما تقوم بمراقبة مستمرة للفرق، وتدريبها على كافة أنواع عمليات نزع الألغام”.
وأضاف “مسؤوليتنا تكمن في تدريب العاملين المحليين على الالتزام بمعايير السلامة الدولية الخاصة بنزع الألغام في اليمن، ونشرف على العمليات اليومية، وعلى مهارات العاملين على الأرض، كما نقوم بمراجعة أعمال الفرق، في مرحلة نزع الألغام، ومرحلة تسجيل ما تم القيام به من قبل الفرق، كما نجري أيضا الكثير من عمليات بناء القدرات الوطنية، كما أننا ندرب ونطور مهارات الموظفين المحليين.. وأما أهدافنا وأولوياتنا، فتتمثل في هذه المرحلة في القيام بعمليات طوارئ لنزع الألغام، وبقايا متفجرات الحروب، والعبوات الناسفة، وصواعق التفجير، وهي عمليات تتناسب مع الأخطار التي يواجهها السكان المحليون، والنازحون، وعمليات الطوارئ هي إما واسعة النطاق أو ضيقة النطاق”.
ثم أضاف “نقوم أيضا بمسح الطرق، ونزع الألغام منها، لنفتحها ونسمح بوصول المساعدات الإنسانية إلى السكان المحليين في المناطق النائية، والنازحين أيضا.. كما نعمل على تأمين ساحات اللعب، والمدارس، ونقوم باستطلاعات تقنية للمناطق، لتحديد الخطيرة منها، من أجل المهام المستقبلية، أو للتعليم عليها والإبلاغ عنها وتسجيلها”.
ولا يقتصر دور هؤلاء على هذه الجوانب فقط، حيث بين الخبير لودفيغ فيرجيس أيضا التالي “نسهر على عمليات تدمير الألغام واسعة النطاق، للمواد التي تم الإبلاغ عنها أو تسجيلها، وأيضا المخابئ التي تم العثور عليها. فتدمير كل ذخيرة غير منفجرة ينقذ حياة. كل هذا العمل يتم بطريقة منهجية، بدءا من النزع إلى الإبلاغ ثم التسجيل وإنهاء العملية. وتتوفر للفرق معدات خاصة، فنحن نستعمل أجهزة مثل محددات مواقع القنابل، ومعدات خاصة بتفجير العبوات الناسفة. وللبدء بالمسح التقني فهذا يتضمن استعمال الطائرات بدون طيار.. لغاية اليوم، لعب مشروع مسام الدور الأساسي في نزع بقايا متفجرات الحروب في اليمن والألغام والذخائر غير المنفجرة، وبهذا فإننا نزعنا تهديدات وشيكة ضد السكان المحليين والمجتمعات.. لغاية اليوم نزعنا أكثر من 1881 لغما مضادا للأفراد، 50 ألف لغم مضاد للدبابات، أكثر من 100 ألف ذخيرة غير منفجرة، وحوالي 5 آلاف عبوة ناسفة. وتم تطهير مساحة إجمالية تقدر بـ 9.5 مليون متر مربع.