الأخبار

“الحرب الغبية” هذا هو الوصف الذي أطلقه الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس على الصراع الذي أشعلت فتيله جماعة الحوثي في اليمن منذ قرابة الست سنوات.
الانقلاب أحرق الأخضر واليابس ودمر بلدا يرزح تحت الفقر المدقع والفاقة منذ عقود، وجرته إلى كارثة إنسانية كان وقودها المدنيون وخاصة الأطفال والنساء والشيوخ. إذ تستخدم الميليشيات الحوثية السلاح ضد الشعب اليمني نتيجة عدم إيمانها بالمشاركة السياسية مع أي طرف من الأطراف اليمنية.
هذه الممارسات ضد أبناء الشعب اليمني تعبر عن مدى الحقد الذي تكنه الميليشيات لليمن وشعبه. فهي تستغل معاناة المواطنين وتتاجر بإغاثة الأسر الفقيرة. وهو ما تحدث عنه رئيس اللجنة العليا للإغاثة، الدكتور عبد الرقيب فتح، مؤكدا أن الحوثيين قاموا خلال أكثر من الثلاث السنوات والنصف الفارطة بنهب واحتجاز 697 شاحنة إغاثية في الطرق الرابطة بين محافظات الحديدة وصنعاء وإب وذمار وتعز وحجة ومداخل المحافظات الخاضعة لسيطرتهم، إضافة إلى احتجاز 88 سفينة إغاثية وتجارية في ميناءي الحديدة والصليف من بينهم 34 سفينة احتجزوها لأكثر من 6 أشهر حتى تلفت معظم حمولاتها.
إن الوضع الإنساني المتردي في اليمن هو نتيجة حتمية لانقلاب ميليشيات الحوثي على الشرعية حيث دأبت وعملت هذه الجماعة منذ ذاك التاريخ المشؤوم على تجويع أبناء الشعب اليمني ونهب المواد الغذائية والإغاثية والحيلولة دون وصولها لمستحقيها.
على صعيد آخر، تمثل فخاخ الموت المتفجرة الجانب المظلم الآخر من الواقع اليمني، حيث تشكل هذه الآفة خطرا على الشعب برمته. فكل ما يتحرك على تلك الرقعة الجغرافية مستهدف بنارها إذ لا تميز بين كبير وصغير، رجلا كان أو امرأة، إنسانا أو حيوانا.
أمام هذا الخطر الداهم، كان لتدخل فرق مسام أثر إيجابي على حياة المدنيين حيث بعثت الحياة من جديد في عدة مناطق وأعادت البسمة إلى وجوه الناس بعد أن استطاعوا العودة إلى منازلهم ومزارعهم ومزاولة نشاطاتهم. وذلك من خلال تمكنها من تطهير وتأمين 10648279 مترا مربعا من الأراضي اليمنية نزعت منها 169434 لغما وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة وذلك منذ انطلاق المشروع ولغاية الآن.
منذ سيطرة الجماعة المسنودة إيرانيا على صنعاء عام 2014، لم يظفر الشعب اليمني بالسلم والطمأنينة. فقد وقع نخر كل مؤسسات دولة وتضييق الخناق على المواطنين من خلال الحصار وتلغيم أراضيهم مما جعلهم يقطنون داخل سجن كبير كل خطوة فيه تشبه رحلة موت.