الأخبار

عندما زرعت الميلشيات الانقلابية فخاخ الموت في كل مكان داسته أقدامهم، ورسموا سيناريوهات شيطانية لتفريخ الموت في كل مكان.. في البر، البحر، البراري، الصحاري، السهول، الحقول، الحجر، وحتى في أغراض البشر كدمى الأطفال وغيرها، كان الهدف رقم واحد لغزو الألغام وحصارها الخانق إراقة أكبر وأوسع جداول دم ممكنة وإزهاق أكثر عدد من الأرواح ونشر الفوضى والرعب في كل ربوع اليمن، فمن لم تفتك به الألغام يسكنه الخوف منها ليصبح الموت راحة صعبة المنال لمن سجنوا في قبضة الخوف القاتل.
وفعلا حالت آلاف الألغام الغادرة والمرعبة بين العديد من اليمنيين وبين بيوتهم وأراضيهم، وقراهم ومدنهم، وحولتهم إلى نازحين داخل أسوار وطنهم الذي ضاق عليهم بما رحب بسبب فخاخ الموت تلك.
بيوت، مزارع وقرى أخليت، وترك الناس متاعهم وممتلكاتهم وذكرياتهم وحنينهم الجارف لكل هذا وغلبهم خوفهم من الألغام وارتموا عنوة في أحضان اللجوء البائسة.. انقطع وصلهم بتلك الأماكن التي سكنوها أبا عن جد، وعاشوا فيها ذكريات غزيرة وبنوا فيها أحلاما كبيرة، لكن قسوة الواقع المحكوم بسطوة الألغام وزحفها وخطورة الموقف لم يقطع حنينهم إلى مسقط رأسهم ومنبتهم وأراضيهم ومواشيهم وطبيعتهم وبيئتهم الأم.
ألم النزوح ومعاناة البداية من الصفر والدوران في حلقة مفرغة داخل وطنهم المبتلى بالألغام، سيناريو درامي بامتياز استمر إلى أن وطأ مسام أرض اليمن بعدته وعتاده وفرقه المختصة في نزع الألغام، ورهاناته الكبيرة وسقف أحلامه العالي، الذي ضخ في قلوب اليمنيين المسكونة بالخوف من الألغام، أسباب استرجاع الأمن والإحساس بالأمان.
فتمشيط المناطق عالية التأثير وتخليص العديد منها من الألغام وتطهيرها تماما من فخاخ الموت وعودة بعض الأهالي لقرى لم يتخيلوا أنهم سيسترجعونها بعد تحولها لحقول ملغومة، جدد الأمل في كل يمني بأن داء الألغام حمى عابرة يمر بها اليمن ولا بد من التعاطي الجدي معها واليقظة لتبعاتها وإزالة مسبباتها حتى تنتهي ويتعافى اليمن منها ويعود لفؤاد اليمنيين أمنهم المسلوب.