في اليمن عرف مسام مهده الأول، ومن أجل تلبية نداء الإنسانية فيه أنشيء، وقد نجح بأن يكون مشروعاً إنسانياً بامتياز، ليس فقط على المستوى المحلي، وإنما على الصعيدين الإقليمي والعالمي أيضاً، حيث دوّل مشروع مسام صوت الإنسانية في اليمن وأوصله لمختلف أصقاع الأرض، وطرق باب ضمير الإنسان في العالم بأسره، وعرّف بوجع اليمنيين ومآسيهم مع الألغام، وأطلعه على أكبر محنة إنسانية عرفها اليمن في تاريخه.
جهود إنسانية حثيثة بذلها المشروع، ونجح في جني ثمارها بامتياز، وقد لقيت هذه الجهود صدى لها من قبل جهات رسمية وإنسانية محلية وإقليمية وعالمية.
وفي هذه المناسبة، قال مدير عام مشروع مسام الأستاذ أسامة القصيبي: نقول في هذا اليوم إن مسام كان ومازال وسيظل مشروعاً إنسانياً بامتياز، همّه الأساسي الإنسان.. ووجعه الإنسان، وسعيه هو أن يكون الإنسان بخير في اليمن وغير اليمن.
وأضاف: ما قدمه المشروع وما يعمل على تقديمه في مجال نزع الألغام وتقديم المساعدات للإنسان اليمني هو دليل على أن مسام مشروع إنساني حد النخاع.
مسام.. مشروع إنساني أو لا يكون
ومن قلب العطاء الإنساني يضخ مسام الأمل والصبر والإيجابية والإرادة لليمنيين ويبرهن لهم كل يوم، ومع كل عملية يقوم بها هذا المشروع النبيل، أنه مع اليمنيين وإلى صف صوت الإنسانية فيها، يقف ويبذل كل جهوده حتى يعود اليمن حرا طليقا من الألغام.
ففي القرى والأحياء المسكونة بعلب الموت وفي البيوت والمدارس التي استوطنها الإرهاب المدفون تحت الأرض والمزارع ومراسي الصيد والجبال والصحاري وغيرها التي استباحتها الألغام، تنقلت فرق مسام ومازالت مقتفية أثر هذه العلب القاتلة هازمة الآلاف منها في أوكارها ومحبطة مخططاتها الدموية ومكائدها الشريرة بحق الشعب اليمني.
وفي بلد يتصارع مع الأزمات الإنسانية، ويتزايد فيه مستوى الصراع والعنف، والاضطرابات السياسية، بالإضافة إلى تنامي مستوى الفقر والجوع، لدى شريحة واسعة من الشعب، يكافح العاملون في مشروع مسام بشكل يومي لنزع الألغام من اليمن، ويسابقون الزمن لتخليص الأبرياء من خطرها، بأعمالهم المتفانية، وتضحياتهم الجسيمة، التي تُكلل بعودة الحياة للملايين من النساء والفتيات والشباب الذين تعرضت مصالحهم، وحقوقهم، وسلامتهم للتهديد.
ويقدم العاملين في مسام حياتهم في سبيل نزع الألغام من اليمن، وتخليص اليمنيين من مخاطرها، والمساهمة في عودة الأبرياء إلى قراهم ومزارعم، ومصالحهم، ومدارسهم التي حرموا منها بسبب الألغام، وفي سبيل ذلك قدم المشروع 30 شهيدا، بالإضافة إلى 48 مصابا بإعاقات دائمة.
وبمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني، نتذكر شهداء الواجب في مشروع مسام، والمصابين، في سبيل تأمين حياة المواطنين الأبرياء، من أثروا حياتهم، في سبيل إنقاذ المواطنين من خطر الألغام.
وتمكن مشروع مسام منذ انطلاقه في شهر يونيو من العام 2018 إلى 16 أغسطس 2024، من نزع وإتلاف 455.827 لغماً وعبوة ناسفة وقذيفة غير منفجرة، بالإضافة إلى تطهير 58.813.711 متراً مربعاً، وهي مساحات حيوية، ومناطق سكنية، ومؤسسات تعليمية وحكومية، ومساحات تمس بشكل مباشر حياة المواطنين الأبرياء. ليسجل مسام بذلك نجاح وإنجاز يحتفي به كافة اليمنيين، كونه أنقذ الآلاف من الأبرياء من خطر هذه الألغام، على أمل أن يستمر المشروع في انتزاع كافة الألغام من اليمن، وتخليص المواطنين الأبرياء من خطرها.
ويواصل مسام سباقه الإنساني بحزم وعزم، لا يثنيه عن رهاناته الإنسانية شيء، ولا يكبح جماح عطائه أي حائل عن ذلك، حيث يسعى مسام لأن يبقى نموذجاً لمشروع إنساني يحتذى به على الصعيدين المحلي والعالمي، ملهم لصوت الإنسانية في العالم بأسره.