منذ أن وجد الإنسان على الأرض، وجدت معه قوتان هما الخير والشر. فحسب القراءة الدينية، حينما أراد الله أن يجعل في الأرض خليفة لم يعترض سوى إبليس وأقسم أن يغوي الخلق جميعا ليتمكن من زرع الشر في النفوس البشرية. وهكذا فإن قوة الشر قد وجدت مع بدء الخليقة لتنافس الخير. ومازالت وستبقى في تصادم معه مادامت البشرية في الوجود.
هو صوت داخلي يخاطب النفس عند التفكير بالإقدام على فعل قد يلحق الأذية بالآخرين. لكن كيف سيقدر على توجيه من تخلصوا من إنسانيتهم؟.
إذ لا تتورع الميليشيات عن ارتكاب أفظع الجرائم ضد أبناء الشعب اليمني منذ انقلابها على الشرعية فقتلت ونهبت واعتقلت وجوعت… ونفثت سمها حتى في التربة.
ألغام الحوثي تعد من أخطر الجرائم وأبشعها التي ارتكبتها هذه الجماعة، حيث جعلت اليمنيين يعانون الأمرين. فقد باتوا غير قادرين على التنقل وممارسة نشاطاتهم كما أنها تقف حجرة عثرة أمام عودة الآلاف من النازحين إلى بيوتهم. لقد صار الموت يتربص بهم في كل زاوية ومع كل خطوة أو حركة.
تلك الفئة ورغم ما ألحقته ألغامها من أذى باليمن وشعبه، مازالت ماضية في نثرها غير مبالية بمصير أبناء شعبها.
مشكلة الألغام في اليمن عويصة، فهي تعد من الأسلحة الفتاكة التي لها تأثير طويل الأمد إذ تحول دون استثمار المساحات التي بها حقول ألغام وتعرض البشر وثرواتهم الحيوانية لأخطار لا يزول أثرها لسنوات. ويعتبر البدو الرحل والرعاة والفلاحون المقيمون في القرى الأكثر تأثرا بهذا الوباء الذي احتل أرضهم.
منذ سبتمبر 2014 وحتى اللحظة، تعتمد ميليشيات الحوثي استراتيجية ممنهجة في استخدام الألغام في حربها على اليمنيين أولا وعلى الجيش الوطني ثانيا. حيث عمدت في كل منطقة تدخلها أو تتصدى لها على نشر عشرات الآلاف من الألغام الفردية والمضادة للمركبات بشكل مكثف مستهدفة الأماكن المكتظة أو مداخل ومخارج المدن والقرى، وكذلك زرعها في المنازل والأحياء السكنية التي قاومت وجودها من أجل أن تحدث أكبر ضرر ممكن بالمواطنين.
وإزاء ما يحدث في اليمن من تلاعب بالأرواح من قبل فصيل مجرم، تحاول فرق مشروع مسام التخفيف من وطأة الأزمة التي تحيق باليمن. لقد كانت تدخلات مسام بمثابة البلسم الذي داوى الكثير ومازال ماضيا في تضميد جروح آخرين.
لقد أكد رجال المواقف أنهم قادرين على صنع التاريخ وعلى قهر التحديات والانتصار على كل ظرف طارئ. فقد أزالت أناملهم الآلاف من علب القتل التي كانت تشكل تهديدا خطيرا للسكان.
فرق مسام مثال للضمير الحي الذي يأبى أن يظل صامتا وهو يرى الإجرام في أبشع صوره. هذا الضمير دفع بعاملي المشروع إلى التضحية بأرواحهم لإنقاذ الناس من براثن الموت الغادر الذي دسته ميليشيات الحوثي بين طيات الأرض.
نحن أمام جماعة يمثل التطرف بالنسبة لها عنصرا تكوينيا. وهو ما ينعكس على سلوكها سواء حين تتعمد التصرف بشكل عنيف ومقصود أم حين لا ترغب. فالعنف تناسل في داخل بنيتها وسرى في طبعها.