الأخبار


رغم ما يعتري قصص المصابين والمبتورين بسبب الألغام في اليمن من طابع مأساوي مخضب بالآلام والمآسي، فإن الاطلاع على حالات هؤلاء والعبر منها، تكشف النصف الثاني من كأس المرارة.
كأس عادة ما نحكم عليه حكما تعميما مفاده اليأس والإحباط والأسى، لكن الحقيقة دون ذلك، فرغم مآسي المبتورين والمبتلين بالألغام، فإن في قصصهم إيمان كبير بقدر الله وعشق كبير للوطن وحرص على مواصلة كفاح الألغام وصد كيد المعتدين.
حينما تحدث الكثير منهم، ستصدمكم عباراتهم المتفائلة وصدورهم المنشرحة بالرضى ومحياهم المسكون بابتسامة الاعتزاز والفخر وحرصهم الكبير على مواصلة مشوار الوفاء الذين سطروا فيه ملاحم المحبة في أبهى حلتها. فهؤلاء الضحايا لا يعيشون بحزن على ما ألم بهم، بل يحيون في شوق دائم لمعاودة وصل أخوة الكفاح، ويعتزون أيما اعتزاز بما قدموه من تضحيات.
ثم واصل فواز علي العدلي مفصلا “يريدون أن يبيدوا أهل اليمن بألغامهم، لكن مصيرهم الهلاك بإذن الله، فكل متعال مصيره الهلاك، فمن تربى على الحقد والعداوة والبغضاء، يرون في الناس أعداء لهم، هم يطمحون أن يروا نصف الشعب اليمني في المقابر والآخر أسرى العجز والإعاقات، لكن لن ينالوا هذا المطمح الشرير أبدا، فنحن أصحاب مشروع تحرير اليمن وسيكون لنا هذا إن شاء الله مهما طال الزمن”.
ثم ختم فواز العدلي بنبرة حماسة وتفاؤل “أشكر مشروع مسام الذي يثابر من أجل إنقاذ الشعب اليمني من براثم الألغام، فكل لغم يزال يعني إنقاذ فرد من شعبنا، فأراضينا مازالت مليئة بالألغام، لذلك أدعو المنظمات الإنسانية أن تحذو حذو مشروع مسام وأن تعمل على مساعدة اليمن للخلاص من محنة الألغام”.
أما المبتور أحمد عياش عبد الله، من أبناء بيحان، فقد روى قصة مصابه مع الألغام على النحو الآتي “أصبت في جبل لبان. ففي يوم جمعة حيث كان لدينا تقدم في جبل لبان، لحقت بفرقتنا جالبا معي الغداء لهم، وكنت في غاية الحماس لمشاركتهم في مهمتهم الميدانية، وفعلا انضممت إليهم وشاركتهم في رد عدوان المعتدين، وقد اخترت منطقة في الجبل تغطي واجهتها بعض الحجارة الكبيرة لأتمكن من صد هجوم العدو على أحسن وجه، لكن لغما غادرا انفجر تحت قدمي، فسارع زملائي للتوزع بين مدافع وصادا للهجوم وبين مساعد لإسعاف وإنقاذ حياتي، وبحمد الله نجوت”.