الأخبار
قد تبدو الحياة في بعض الأحيان ظالمة ولا تتسم بالعدالة؟ هل سبق وأن بذلت جهدا ثم لم تحصل إلا على البؤس والشقاء؟ هل تعرف أناسا سرقوا أماني آخرين وتنعموا بوفرة مالية ووجاهة لا يستحقونها؟.
نعم تكون الحياة ظالمة عندما تحطم يد الغير آمالك وتمحوا أحلامك وتدوس سعادتك. تكون ظالمة عندما يسرقون فرحك ويطفئون ابتسامتك. تكون ظالمة عندما يلازمك حزن ودموع لا تجف. تكون ظالمة عندما يغتالون مطلبك ومرادك ويقدمون لك بالمقابل القهر والعذاب.
حال اليمن وأبنائه يحاكي ما سبق ذكره، دموع ومرارة وحرقة ترافق اليمنيين ولا تتخلى عنهم منذ أن خيم ظل الألغام على حياتهم، فصار نهارهم ليلا وأحلامهم كوابيسا وآمالهم يأسا لا غير.
على مر السنوات الست الماضية، وضعت الميليشيات العديد من الألغام الأرضية في مناطق واسعة من أنحاء البلاد، لتتمركز بشدة في المناطق المزدحمة التي تحتوي على مستشفيات ومدارس والمباني السكنية.
وقد مثل الاستخدام الغزير للألغام الأرضية المضادة للأفراد والمضادة للمركبات من قبل الميليشيات قرارا استراتيجيا للدفاع عن انسحاباتهم من المدن. فهم لا يغادرون مكانا إلا بعد جعله موبوء بعلب حقدهم للانتقام ممن رفضوا وجودهم.
وبحسب خبراء نزع الألغام، فإن بعض الألغام الأرضية مهيأة لتكون أكثر فتكا، فاللغم المضاد للدبابات الذي يحتاج عادة ل 220 رطلا لينفجر أصبح قابلا للانفجار بـ22 رطلا فقط من الضغط.
لقد منعت هذه المعضلة الناس من عيش حياة طبيعية وإعالة أنفسهم وحالت دون الفقراء والمساعدات التي يحتاجونها. إذ أدت هذه الآفة إلى تفاقم مشكلة الفقر.
فوفقا لتقديرات الأمم المتحدة، فإن 80% من اليمنيين معرضون لخطر المعاناة من الجوع الشديد والمرض علاوة على حياة التشرد التي يعيشونها بعد فرارهم من هول الانتهاكات المسلطة عليهم.
لكن عشرات الأسر ضاقت بها حياة النزوح فاضطرت إلى العودة إلى منازلهم خاصة بعد انسحاب أفراد هذه العصابة من مناطقهم، غير أنهم فوجئوا بالمصيبة التي كانت بانتظارهم حيث فقد المئات منهم أطرافهم جراء انفجار الألغام والعبوات الناسفة من مخلفات الميلشيات.
هذه الجريمة تمثل واحدة من أخطر جرائم الحرب التي تستهدف حياة المدنيين بشكل مباشر وتهدد حياة الجميع بلا استثناء.
وأمام هذا الوضع الإنساني الكارثي، سارعت فرق مسام الهندسية إلى العمل على المناطق التي لها أهمية بالغة من حيث التركز السكاني، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الأرواح البريئة.
ومن بين هذه المناطق، مديرية ذباب التي أولتها إدارة المشروع اهتماما بالغا فكلفت 6 فرق هندسية لتأمينها وتطهيرها من الألغام المزروعة في السواحل والمرافئ والمنازل ومزارع المواطنين والطرقات الرئيسية والفرعية.
وقد تمكنت هذه الفرق من تأمين 30% من مساحة المديرية، أما في محافظة عدن، فقد نفذ المشروع عملية إتلاف وتفجير لـ1969 لغما وقذيفة غير منفجرة وعبوة ناسفة في منطقة العلم. وبهذه العملية يكون “مسام” قد نفذ 48 عملية إتلاف بالساحل الغربي لترتفع عدد العمليات المنجزة بالأراضي اليمنية لـ100 عملية.
ليظل أمل الخلاص قائما بفضل هذه الجهود التي يمثل استمرارها رئة يتنفس منها اليمنيون ويبنون عليها آمالا كبيرة في غد أفضل ومستقبل أكثر إشراقا واستقرارا وأمنا.