كيف استغل زارعو الألغام غياب الرقابة الأممية في اليمن؟
الأخبار
لم يتوان زارعو الألغام في اليمن في استغلال كل ما يخدم مخططهم الدموي وهدفهم المنشود الذي يهدف الى زرع الألغام بصفة عشوائية في كل اليمن حتى تتحول أرجاء هذا البلد إلى قنبلة موقوتة تدوي كلما داس ضحية من الضحايا على لغم ما في مكان ما في وقت ما.
ولتحقيق هذا الرهان البشع أزاح الحوثيون من طريقهم كل ما يثر مخططهم الدموي هذا، حيث دفعت جرائم الحوثي المقترفة بحق المنظمات الأممية العديد من البعثات لترك أعمالها في اليمن على مدار السنوات الماضية، وهو ما أفسح المجال أمام زارعي فخاخ الموت لإغراق اليمن بالألغام، محولة هذا البلد الى حقل ملغوم بعيدا عن أعين الرقابة الأممية.
وفي ظل غياب الرقابة الأممية انبرى زارعو فخاخ الموت في تفريخ حقدهم في كل شبر من التراب اليمني موزعين ضغائنهم على الربوع اليمنية شاملة البر والبحر، الجبل والصحراء، الحقول والمراعي، المناطق السكنية والمدارس، الأحياء والقرى، فنهج التقتيل بدم بارد هو منهج ايديولوجيا هؤلاء زراع الشر والهلاك.
ولشل عمل المنظمات الأمية وذر الرماد في العيون الرقابية، بينت الشرعية أن ميليشيات الحوثية تقوم بتهديد المنظمات الإنسانية الأممية والدولية والفرق والبعثات الأممية، العاملة في المناطق الخاضعة لسيطرتها والتحريض عليها.. ووصفت ذلك “بالتصرفات الإرهابية” والتدخل السافر في عمل المنظمات، مشيرة إلى أن ذلك يقوض عمليات التدخل الإنساني ويؤثر سلباً على الأسر الأشد فقرا والتي تحتاج للدعم المستمر.
وفي مقابل هذه الممارسات اللاإنسانية لزارعي الألغام في اليمن، يصل مشروع “مسام” الليل بالنهار لنزع الألغام التي حولت حياة اليمنيين الى جحيم فعلي، فخلال الأسبوع الثالث من شهر إبريل الجاري، من انتزاع 1433 لغما منها 27 لغمًا مضادة للأفراد، و263 لغما مضادة للدبابات و1132 ذخائر غير متفجرة، و11 عبوة ناسفة.
وقد بلغ إجمالي ما تم نزعه منذ بداية المشروع حتى الآن 161 آلف لغم زرعتها مليشيات في الأراضي والمدارس والبيوت في اليمن وحاولت إخفاءها بأشكال وألوان وطرق مختلفة وراح ضحيتها عدد كبير من الأطفال والنساء وكبار السن سواء بالموت أو الإصابات الخطيرة أو بتر للأعضاء.
وقد بين مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان، في بيان بمناسبة اليوم العالمي للتوعية بخطر الألغام الموافق لرابع من أبريل من كل عام، إنه في الوقت الذي يحقق فيه العالم تقدما بالتخلص من بقايا الألغام الأرضية، فإن اليمن يغرق بحقول لامتناهية من الألغام المزروعة بشكل يستهدف المدنيين على وجه الخصوص.
وبحسب تقرير مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان، فقد راح ضحية الألغام نحو 8 آلاف شخص معظمهم من النساء والأطفال على الأقل، فضلا عن عشرات الآلاف من مبتوري الأطراف الذين خلفتهم تلك الألغام.