الأخبار
لعنة الألغام تلاحق أرواح وأطراف اليمنيين في أي مكان يحلون به إذ لم يظل لا المزارع ولا الطالب ولا حتى الطفل بعيدا عن تداعيات الانقلاب الذي تعيشه البلاد.
فقد ألقى الانقلاب بظلاله على مفاصل الحياة هناك، حيث سرق الحوثيون آمال وأحلام الشعب اليمني وفخخوا المستقبل بأدوات الحقد والقتل بعد عجزهم عن إحكام السيطرة على الأرض والثروات والإرادة اليمنية الصامدة التي دعمها مشروع مسام بحضوره الفاعل في اليمن لينزع الأشواك التي غرسها المتمردون في دروب المدنيين الذين عانوا الأمرين منها حيث لم يترك الحوثيون مكانا إلا ووضعوا فيه بصمتهم غير الإنسانية التي تمثل وبالا على السكان تفتك بهم من جهة وتقف عائقا أمام ممارسة حياتهم الاعتيادية من جهة أخرى، ومن نجا منهم من الموت لم ينج من إعاقة ستظل تلازمه مدى الحياة فالمئات من المدنيين أصيبوا بإعاقات دائمة وخسروا أقدامهم وأيديهم إثر انفجار الألغام الأرضية.
لذلك كانت المبادرة السعودية بمثابة القشة التي أنقذت الغريق، فقد تمكنت من إبعاد شبح الموت عن مئات اليمنيين عن طريق إزالة الألغام والتخلص منها لرفع المعاناة عن الشعب اليمني، حيث قام المشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن خلال شهر يونيو من نزع 1839 لغما، منها 604 أثناء الأسبوع الرابع منه توزعت على النحو التالي: 268 لغم مضاد للدبابات و4 ألغام مضادة للأفراد و330 ذخيرة غير منفجرة وعبوتان ناسفتان ليصل إجمالي ما تم نزعه منذ بداية المشروع وإلى غاية 27 يونيو الحالي إلى 74115.
هذه الإنجازات لم تكن من العدم فقد سهر القائمون على هذا المشروع على التخطيط لكل تفاصيله بدقة علاوة على المتابعة المتواصلة لعمل الفرق عن طريق الزيارات الدورية لها في مواقع عملها.
وهو ما أكده مدير العلاقات والتنسيق بالمشروع السيد محمد الولص حيث قال “يقوم المدير العام لمشروع مسام السيد أسامة القصيبي رفقة الخبراء التابعين للمشروع بزيارة دورية للفرق الميدانية في محافظة شبوة وتحديدا مديريتي عسيلان وبيحان للاطلاع على سير العمل وعلى الإشكاليات والمعوقات التي تواجه الفرق”، مبينا أن العمل هناك يسير على قدم وساق لإزالة أدوات الموت المزروعة بأيادي إيرانية حوثية مشيرا إلى وجود إرتياح شعبي لوجود “مسام” في محافظة شبوة ومديرياتها وخاصة بيحان التي عانت كثيرا من ويلات حروب الحوثيين الذين طمروا كميات هائلة من الألغام بها، مضيفا “أن العمل هنا يعتبر في بدايته حيث لازالت هناك مناطق لم يتم العمل فيها بعد وستظل الفرق تشتغل حتى يتم تأمينها كاملة”.
وهو ما أكده عبدالله المصري قائد الفريق العاشر في مديرية بيحان عندما قال “إن هذه الميليشيات قامت بزرع الألغام بطريقة عشوائية لإيقاع أكبر قدر من الضحايا إذ حتى بعد تحرير المنطقة من الوجود الحوثي تعرضت 6 سيارات للتفجير بفعل الألغام علاوة على 14 جملا في منطقة وادي ذهبة”، وهو ما يدل على تخبط هذه الجماعة للخروج من المأزق الذي وضعت نفسها فيه فلم تجد سوى إزهاق الأرواح كحل لتحقق تقدما على الأرض ولترفع من معنوياتها التي نالت منها القوات العسكرية وأيادي خبراء مسام التي تمكنت من إتلاف 462 لغم، ومازال قرابة 100 تم نزعها في المدة الأخيرة، لكن لم تفجر بعد وذلك منذ بداية العمل في الحقل 12 يوم 10 يونيو 2019 الموجود في وادي ذهبة التابع لمحافظة شبوة، مؤكدا على الدعم المعنوي الكبير الذي يقدمه مشروع مسام عن طريق زيارات مديره العام الدورية للفرق التي تعطيهم دافعا قويا للعمل في هذا المجال المحفوف بالمخاطر.
نعم سيطهر اليمن من بذور الموت التي غصت بها الأراضي هناك مادامت فرق مسام متمترسة في اليمن لضرب أيادي العابثين به، فقد أكد قائد فريق المسح الفني بمحافظة شبوة المهندس عبدالله سالم حسن في تصريح خاص للمكتب الإعلامي للمشروع أن فريقه تمكن منذ بداية عمله يوم 23/7/2018 وحتى يوم 24/6/2019 من مسح 42 منطقة مزروعة بالألغام في محافظة شبوة، مضيفا أنه تم نزع الآلاف من الألغام والعبوات الناسفة بمختلف أنواعها وتدميرها بحسب توجيهات من إدارة المشروع الحريصة على إتلاف كل ما يقع نزعه ضمانا لعدم استخدامها مجددا من أي طرف.
وكان المهندس عبدالله قد بين أنه تم تصنيف المناطق في شبوة بحسب المعايير إلى مناطق عالية التأثير ومناطق متوسطة التأثير وأخرى منخفضة التأثير مشيرا إلى أن المناطق السكنية صنفت كمناطق عالية التأثير حيث ركزت الميليشيات على تفخيخ الممرات والطرقات والآبار والمدارس والمنازل التي نزعت منها الفرق الهندسية أكثر من 700 لغم موجها رسالة شكر وتقدير لمشروع مسام لما قدمه من دعم وإسناد ومتابعة للفرق حرصا من المسؤولين على تأمين حياة اليمنيين وإيجاد يمن خال من الألغام مشيدا بالجهود الكبيرة التي تبذلها فرق مسام ليتمكن مئات المواطنين من العودة إلى منازلهم ومزارعهم ومدارسهم بعد أن هجروا منها قسرا بسبب الألغام.
شبوة محافظة تعيش على فوهة بركان بسبب ما خلفته الميليشيات الحوثية من أدوات القتل المطمورة في جوف أراضيها لكن الأمل مازال قائما للتخلص منها والعودة إلى ممارسة حياتهم بصفة طبيعية بفضل وجود فرق مشروع مسام التي ستنزع الألغام وتطهر الأراضي من الدنس الذي لحق بها.
ستلفظ التربة الألغام وسيكون اليمن نظيفا وآمنا ليدرك هؤلاء المارقون أنهم دفنوا ضمائرهم وإنسانيتهم وعقولهم لحظة زرعوا الألغام لقتل الأبرياء.