الأخبار
أي لعنة حلت باليمن؟، أي كارثة ألمت بأبناء هذا البلد؟. لقد سرق الحوثيون آمال وأمان اليمنيين وفخخوا مستقبلهم بأدوات الحقد بعد عجزهم عن السيطرة على مفاصل الدولة وإحكام قبضتهم على شعب رافض لوجودهم.
في خطوة يائسة التجأت الميليشيات الحوثية للألغام الأرضية للانتقام من اليمنيين، فلم تترك مكانا إلا ووضعت فيه لمستها الإجرامية ونفثت فيه من نار حقدها لتلحق الأذى بالمدنيين علها تشفي غليلها عند إضراج هذه الأرض الطيبة بدماء أبنائها.
لقد ضرب الحوثيون بكل الأعراف والمواثيق عرض الحائط، وتخلوا عن آدميتهم في سبيل إحكام قبضتهم على البلاد والعباد، لذلك جعلوا من نقمتهم بوصلة في زراعة الألغام فنثروها في كل مكان دون خرائط وبكميات هائلة بهدف إيقاع الأبرياء في هذه الفخاخ وقتلهم بدم بارد دون هوادة. ولقد استخدمت الآفة الحوثية الألغام الأرضية المحظورة والتي تسببت في إسقاط العديد من الضحايا، ففي محافظة الحديدة وحدها زرعوا 37 حقل ألغام في 251 منطقة، مما جعل الموت يحاصر أكثر من 330 ألف شخص.
وخلال عام 2018 أجهزت الألغام على 56 شخص بينهم 20 طفلا و8 نساء فيما ألحقت إصابات ب 31 شخص بينهم 9 أطفال.
لقد أحدثت الألغام أضرارا جسيمة بالبشر والحجر نظرا للمواقع التي زرعت فيها، فالحوثيون استهدفوا الأماكن التي تمس حياة المواطنين بشكل مباشر، كالأحياء السكنية والمزارع والطرقات العامة والمراعي والمدارس لإزهاق أرواح أكبر عدد ممكن من المدنيين، إضافة إلى تشويه الآلاف وإلحاق إعاقات دائمة بهم.
عبوات ناسفة وألغام مموهة على شكل صخور، وجذوع نخل موضوعة على جوانب الطرقات وفي المزارع وقرب المنازل تتخفى بثوب بيئتها الأم تنتظر بصمت وروية فريستها التي سيخونها الحظ وسيبتسم الموت في وجهها ابتسامة الساخر.
هذا بالإضافة إلى تلك المزروعة في الحقول والبيوت والمدارس وحتى المواقع الأثرية والتي تم إدخال تحويرات عليها، فألغام الآليات تحتاج إلى وزن 100 كيلوغرام وما فوق لتنفجر، لكن الأيادي الحوثية الآثمة غيرت هذا المعطى ليصبح وزن 10 كيلوغرامات كافيا لتنفجر أي حولت لغما مضادا للآليات إلى لغم مضاد للأفراد رغم أن الألغام الفردية تم حظر استخدامها وفقا لاتفاقية كانت اليمن قد وقعت عليها.
وللتخفيف من معاناة الشعب اليمني الذي طحنته أوزار الانقلاب، أرست المملكة العربية السعودية مشروع “مسام” لنزع الألغام بهدف تطهير الأراضي اليمنية من النجاسة التي طمرها المتمردون في جوف الأرض.
وقد استطاع هذا المشروع تحقيق نتائج جد إيجابية خلال عامه الأول بفضل إيمان القائمين عليه والعاملين به بقيمة رسالتهم الإنسانية، حيث تمكنت الفرق الميدانية التابعة للمشروع من إزالة 79986 توزعت بين ألغام وذخائر غير منفجرة وعبوات ناسفة وذلك منذ انطلاق المشروع ولغاية 1 أغسطس.
هذا ونفذ مؤخرا الفريقان رقم 1 و11 عملية تفجير وإتلاف لأكثر من 700 لغم وعبوة ناسفة وقذيفة غير منفجرة في مديرية صرواح بمحافظة مأرب لتصل عدد عمليات التفجير في هذه المحافظة إلى 15عملية.
وتعتبر محافظة مأرب من أكثر المحافظات التي أصبحت شبه آمنة من خطر الألغام نتيجة مجهودات الفرق الهندسية لمشروع مسام التي سعت إلى تطهير وتأمين أغلب المناطق.
إن حقول الألغام الحوثية الضخمة ستترك اليمن يتخبط في الخوف والجزع الدائمين حيث تتكدس فيه المتفجرات المدفونة التي بمقدورها قتل وتشويه المدنيين لعقود قادمة، فالألغام هو السلاح الوحيد الذي لا ينتهي عمله بانتهاء النزاع بل يستمر لسنوات طويلة حتى بعد نهاية الصراعات لذلك من واجب المنظمات الدولية النظر إلى هذا الملف الشائك والسعي لإيجاد حلول له لتجنيب اليمن المزيد من الخسائر.