الأخبار
لقد غير الانقلاب الحوثي تصوراتنا عن اليمن، غير الكثير من الحقائق التي كنا نعرفها عن هذا البلد وأضاف لها حقائقا أخرى أكثر إيلاما لا يمكن للعقل البشري أن يستوعبها مع بعضها أو يصدق أن إنسانا يمكنه الإقدام على فعل هذا العمل الإجرامي في حق أبناء جلدته.
بتوقفك لثوان واطلاعك على بعض الإحصائيات يمكنك معرفة حجم الكارثة التي تتطوق الشعب اليمني وتضيق عليه الخناق يوما بعد يوم.
في اليمن هناك 27 مليون شخص يعتمد 80% منهم على المساعدات للبقاء على قيد الحياة. كما أن 58% منهم لا يحصلون على مياه نظيفة وما يزيد عن 52% لا يجدون مشافي تداويهم نظرا لأن الميليشيات الحوثية قد قوضت قطاع الرعاية الصحية.
لكل رقم قصة، ولكل قصة حلقات من المعاناة قد لا ينقلها شريط الأخبار بصفة كاملة، وقد لا تصل دلالة الصورة لمن يعيش في مكان آمن من الكرة الأرضية.
ستعجز شاشة التلفاز ومواقع التواصل عن نقل آلام مريض كلى وهو يتوجع ويتلوى من شدة الألم لأن جلسات علاجه تقلصت للنصف بعد أن أغلقت مراكز غسيل الكلى أبوابها إما بسبب تدميرها أو نقص المستلزمات، ليصبح واحد من كل أربعة مرضى عرضة للموت. ستعجز أيضا عن إيصال مرارة امرأة تحولت لشخص من ذوي الاحتياجات الخاصة وانقلبت حياتها رأسا على عقب عندما سقطت عليها قذيفة هاون حوثية أثناء رعيها للأغنام جنوب محافظة تعز، فقدت على إثرها ذراعها الأيمن وساقها اليسرى علاوة على نفوق جميع مواشيها، لتفقد بذلك ما تبقى لها بعد أن كانت فقدت عائلتها لتجد نفسها مجبرة على العيش دون عائل معتمدة على ما يجود به جيرانها لتحافظ على حياتها.
لحق باليمن دمار شديد خلال السنوات الست للانقلاب الحوثي وأدى إلى أكبر أزمة إنسانية في العالم نتيجة للأعمال الإجرامية العشوائية التي ترتكبها الميليشيات الحوثية من بينها زراعة الألغام والعبوات الناسفة التي يمكن رؤية نتائجهما في ممرات المستشفيات الممتلئة بالضحايا.
هذه المتفجرات مدفونة عشوائيا في مختلف أنحاء البلاد بما فيها المناطق السكنية والمنازل وآبار المياه وتحت الأشجار أين اعتاد اليمنيون الجلوس للاحتماء بها أو لمضغ القات.
وكانت صحيفة الشرق الأوسط قد تحدثت في تقرير لها عن تفنن جماعة الحوثي في تشكيل وزراعة الألغام والعبوات الناسفة لتتمكن من الإيقاع بأكبر قدر ممكن من الضحايا، حيث لم يسلم من سلاحها الغادر لا البر ولا البحر.
بيد أن فرق مسام، ورغم المخاطر التي تحدق بها بسبب الإنتشار الواسع لهذا القاتل المستتر، مازالت ماضية نحو تحقيق هدفها المتمثل في” حياة بلا ألغام” حيث تمكنت خلال الأسابيع الثلاثة الماضية من شهر أبريل من نزع 5888 لغم وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة. ليصل إجمالي ما تم نزعه منذ انطلاق المشروع ولغاية 23 من ذات الشهر إلى 161909. كما استطاعت هذه الفرق تطهير 10.110.364 مترا مربعا من الأراضي اليمنية خلال نفس الفترة منها 192980 مترا مربعا خلال الأسبوع المنصرم.
بعد مرور قرابة 6 سنوات على الانقلاب الحوثي، لايزال لليمنيين مطلب واحد وبسيط ألا وهو حمايتهم من بطش الحوثيين وإيقاف ما يرتكبونه في حقهم من جرائم يندى لها جبين كل من يملك ضميرا حيا.