الأخبار

لا صوت يعلو فوق صوت قعقعة السلاح الحوثي رغم التحذيرات والاستغاثات، حيث تستمر الميليشيات الحوثية في شن غاراتها التي أدت إلى إسقاط المزيد من الضحايا وتخريب المنشآت والبنى التحتية عدا عن زرع الألغام وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها.
اليوم إن لم تقتل اليمنيين القنابل والألغام فإن مصيرهم الموت البطيء والمؤلم بسبب المجاعة والأمراض والأوبئة التي تنهش أجسادهم.
إن تداعيات الانقلاب الحوثي تسبب في انهيار المنظومة الصحية والخدماتية إضافة إلى انهيار الأعمال وتوقف الوظائف الخاصة والعامة، مما أسهم في جفاف مصادر دخل السكان ما دفع بالغالبية العظمى من الطبقة الوسطى إلى حافة الفقر المدقع.
هذا الوضع أدى إلى حدوث أزمة إنسانية حادة على جميع الأصعدة، منها انتشار الفقر والمجاعة وتوقف خدمات الكهرباء والتزود بالمياه النظيفة وانهيار الوضع الصحي وتوقف العديد من الشركات والمصانع عن ممارسة نشاطها وانقطاع رواتب الموظفين.
وكانت وكالات الأمم المتحدة العاملة في اليمن قد أعلنت مرارا وتكرارا عن ارتفاع نسبة الفقر بشكل مخيف خلال الفترة الماضية. كما حذرت من مخاطر انتشار المجاعة التي أضحت تدق ناقوس الخطر، إذ حسب الإحصائيات فإن نحو 80% من اليمنيين أي حوالي 19 مليون نسمة أصبحوا تحت خط الفقر، وأن 14 مليون منهم في حاجة ماسة للمساعدات الإنسانية العاجلة لإنقاذ حياتهم.
ما ذكر سابقا يؤكد ما قاله مؤلف كتاب “المجاعة والموت الجماعي”، أليكس دي وال، بأن الناس يعتقدون أن المجاعة مجرد نقص في الغذاء ولكنها في اليمن مرتبطة بالحرب على الاقتصاد.
من جهة أخرى، تواصل الميليشيات الحوثية زرع بذور شرها من ألغام وعبوات ناسفة في الأراضي اليمنية دون هوادة لتحصد أرواحا بريئة وتنخر أجساد البقية.
وما حادثة الحافلة التي جدت في الصفارية بمنطقة الجاح جنوب الحديدة إلا مثال بسيط لما يحدث في اليمن، حيث أدى انفجار عبوة ناسفة إلى احتراق حافلة تقل مسافرين الأمر الذي أودى بحياة اثنين وإصابة 8 آخرين.
ويذكر أن العشرات من المدنيين في الساحل الغربي لقوا حتفهم وأصيب المئات بسبب انفجار عبوات وألغام الحوثيين.
لكن رغم الانتشار الواسع لهذه الآفة وخطورتها على العاملين في مجال نزعها، واصل مشروع مسام عمله دون كلل أو ملل.
وقد نفذ مؤخرا عملية إتلاف في الساحل الغربي شملت 500 قذيفة غير منفجرة، و590 فيوز منوع، علاوة على 150 عبوة ناسفة و100 لغم مضاد للأفراد و1020 لغم مضاد للدبابات ليصل إجمالي ما تم إتلافه 2360. وهي العملية رقم 17 هناك ليبلغ مجموع عمليات التفجير والإتلاف التي نفذها المشروع في اليمن إلى 61 عملية.
على ما يبدو الوضع المأساوي الذي يعيشه اليمن اليوم سيطول، وسيوقع المزيد من الضحايا خاصة في المناطق التي لا تستطيع فرق المسح وفرق المساعدات الوصول إليها بسبب سيطرة الميليشيات الحوثية عليها التي تحولت عناصرها إلى وحوش آدمية لا تعرف الرحمة ولا الشفقة.