الأخبار

رشيدة ابنة 13 ربيعاً والتي تم تركيب ساق اصطناعية لها تروي مأساتها قائلة “كنت أسير مع أخي ودست على لغم وانفجر”. ويضيف والدها “أنها لم تذهب قط إلى المدرسة لأن أقرب مدرسة من قريتهم في محافظة تعز أغلقت بعد اجتياح الحوثيين للمدينة”.
فرشيدة اليافعة التي لم يتسنى لها إلا وضع بعض الخطوات في الحياة وصقل تجربتها فيها ولم تعرف من وجوهها إلا وجه الغدر، قد كبل الحوثيون حركتها وأقعدوها وحال بينها وبين التعليم ومواصلة الدراسة سالبين منها نعمتين هما من أبرز وأمس نعم الحياة.. حرية الحركة.. والتعلم.
وقد بين سكان وعاملون في القطاع الطبي في المخا وقرى قريبة منها أن الألغام الحوثية تسببت في خسائر بشرية أكبر من خسائر الاشتباكات في المنطقة وأضافوا أن المتفجرات مدفونة عشوائيا في مختلف أنحاء المنطقة بما فيها مناطق سكنية وملاعب وتحت الأشجار حيث اعتاد اليمنيون الجلوس.
ولم يتضح عدد من فقدوا حياتهم بسبب تلك الأسلحة غير أن طبيبين ومسؤولا حكوميا قالوا إن العشرات ماتوا في مناطق المخا والخوخة الساحلية منذ أن بدأت ميليشيات الحوثيين هروبها في أوائل 2017.
وفي إطار التصدي لهذه الجرائم النكراء تبذل القوات المسلحة الإماراتية وقوات الشرعية اليمنية جهودا جبارة في إزالة الألغام المبثوثة كفخاخ قاتلة للبشر، ذكرت هذه القوات أنها تزيل ما بين 250 و300 لغم أرضي أسبوعيا في المنطقة الغربية، حيث لم يتوان الحوثيون حتى عن تفخيخ المنازل المدنية.
وقد أكد الجيش اليمني أن الميليشيات الحوثية لم تستخدم ألغاما محرمة دوليا فقط، بل استخدمتها بطريقة تخالف كل قواعد الحرب الدولية، حيث قاموا بتفخيخ منازل المدنيين ومزارعهم بطريقة عشوائية.
و عن مأرب قال اللواء محسن خصروف رئيس دائرة التوجيه المعنوي في الجيش اليمني “عندما يعود السكان إلى منازلهم بعد حرب الانقلابين، يجدون البيوت مفخخة وتوضع الألغام في الثلاجات وعلى أبواب المنازل في دواليب الملابس و إلى جانب المزارع بما يخالف كل القوانين والقواعد الحربية، وهم بهذه الطريقة يستخدمون أدوات القتل بطريقة أكثر إجراما”.
أساليب شيطانية في القتل أدانتها هيومان رايتس ووتش، حيث شجبت هذه الميليشيات الموالية لإيران، وبينت أنها أسهمت في قتل وتشويه مئات المدنيين وتعطيل الحياة المدنية في المناطق المتضررة وإعاقة العودة الآمنة لآلاف المدنيين النازحين إلى منازلهم.
وتمكنت الفرق الهندسية حتى مايو الماضي من انتزاع أكثر من 31 ألف لغم على الأقل من مخلفات الحرب الأخيرة في عدن ولحج وأبين وبعض أجزاء من محافظة تعز.
وكانت الفيدرالية العربية لحقوق الإنسان قد كشفت في تقرير لها عن أن الحوثيين قاموا بزرع أكثر من نصف مليون لغم مضاد للأفراد في أنحاء متفرقة من اليمن، ما أدى إلى مقتل أكثر من 700 شخص، بينما نجح مهندسون تم تدريبهم على يد التحالف العربي في نزع وتفكيك 40 ألف لغم.