الأخبار
بمعادلة رياضية بسيطة يعادل مشروع مسام لليمنيين انعداما للألغام، فوجود مسام في أي بقعة من بقاع اليمن يعني للناس صفر لغم في تلك المنطقة التي بادرت مسام لمسحها وتطهيرها من الموت المتفجر. وكلما حط مسام في بقعة ورحل ترحل معه المخاوف والحصار والقلق وتعود الحياة لمجراها، كما عهدها أهل هذه البقاع أو تلك.
فمسام يحط كربيع خصب معطاء على أرض قاحلة مسكونة بالموت، فيحول جدبها إلى حياة مورقة وارفة الظلال، ويحصد مخاوف الناس من جذورها، ويزع فيهم الأمن والأمل.
مسام حينما يتوجه إلى منطقة لتحريرها من أطواق الألغام يحظر العدة والعتاد والخبرات ويكرس الطاقات لهذا الهدف، ويصل الليل بالنهار لإتمام مهمته على أحسن وجه، ولا يرحل من المكان إلا وقد حرره من فخاخ الموت ومشطه بكل عناية، حتى يعود الناس إليه، دون خوف على حياتهم.
والناس في اليمن تعودوا أن يكون مسام قدم خير وبركة عليهم، يحل في ديارهم المليئة بالهواجس والآلام والريبة والموت المتفجر، فيطلق العنان لفرقه، ولا يرحل وإلا وقد انقشع ليل الألغام الحالك من تلك البقعة، والناس تعودوا من مسام هذا، وقد بنوا معه ثقة لا يزحزحها شيء، فهم على يقين أن كل بقعة يدخلها هذا المشروع ويعلن عن خلوها، بعد جهد جهيد، من الألغام، فإنه بالإمكان العودة لها دون خوف أو قلق.
فالناس باتوا يربطون بين فرق مسام وبشرى عودة الحياة لديارهم المسكونة بالألغام مجددا، وينتظرون أن تطل عليهم هذه الفرق ليضعوا حد لمأساة نزوحهم وغيابهم عن الدار والديار، ومعاودة وصل أراضيهم ومزارعهم وآبارهم وبيوتهم ومواشيهم، باختصار معاودة وصل الحياة بالمعنى الذي أحبوه وتربوا عليه وحالت بينه وبينهم الألغام.
وهي لهفة راعاها مسام جيدا وحرص على تحقيق أمانيها في وقت قياسي، حيث وجه مسام جهود منذ بداية المشروع إلى المناطق عالية التأثير أي المأهولة بالسكان، حتى يمكنهم من إنهاء دراما تهجيرهم من بيوتهم وحاراتهم، وفعلا عادت أماكن عديدة في اليمن إلى حياتها الطبيعية بفضل جهود فرق مسام، حيث وزع هذا المشروع فرقه لتنشط بكد وعطاء في كل ربوع اليمن المحررة، فجابت هذه الفرق الحارات والمحافظات والسهول والجبال والصحارى، نازعة متلفة لفخاخ الموت، باذرة الحياة في كل بقعة تنزع منها لغما، حتى بات الكثيرون في الشارع اليمني يرون في هذا المشروع قدم خير، كلما خططت خطواتها على بقعة من أرض اليمن دبت فيها بركة الحياة وعبيرها.