الأخبار

هي جماعة مسلحة لا تعرف للسلم طريق، ولا تظهر أي مرونة للقبول بتسوية سياسية. إن الميليشيات الحوثية انقلبت على الدولة اليمنية، وحربها العبثية لن تضع أوزارها إلا إذا فرضت سيطرتها بقوة السلاح وأخضعت المجتمع لإرادتها وفرضت هيمنة شاملة على الموارد والثروات والمؤسسات.
لا يظهر في اليمن أي مؤشر حقيقي على انحسار هذا الانقلاب مع دخوله عامه السادس، إذ لايزال المدنيون من جميع أنحاء البلاد يتحملون وطأة الأعمال الإجرامية والممارسات غير القانونية للميليشيات الحوثية التي قد يصل بعضها إلى جرائم حرب.
لقد اشتدت الأزمة الإنسانية في اليمن، فبعد ما يزيد عن خمس سنوات من الانقلاب والحصار المنهك وانهيار الرواتب يحتاج ما يقارب 80% من السكان إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية فيما يقبع 10 ملايين شخص على شفا المجاعة و7 مليون يعانون سوء التغذية.
على مدار هذه السنوات لم يجن المواطن اليمني سوى الخراب والدمار في كل القطاعات حيث سجل معدل الفقر أرقاما قياسية بلغت تقريبا 85% من إجمالي السكان.
فيما يفتقر الملايين إلى المياه الصالحة للشرب ومرافق الصرف الصحي إضافة إلى تفشي الأوبئة وعلى أسها الكوليرا التي انتشرت كالنار في الهشيم نتيجة تدمير المنشآت الصحية جراء القصف والتفجير وما تبع ذلك من نقص أدوية وقلة الأطباء، هذا إلى جانب انتشار النفايات وأكوام القمامة في الشوارع وتدهور المستوى المعيشي للمواطنين.
تعددت الانتهاكات الحوثية في حق الشعب اليمني لكن تبقى زراعة الألغام أشدها قسوة وشراسة، وهي من أبرز الممارسات التي تشكل انتهاكا لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، وهي جريمة تنفرد بها هذه الميليشيات الظلامية وحدها، حيث ملأت الطرقات والمزارع والمنازل بهذه العلب القاتلة المحرمة دوليا بطريقة عشوائية مما يجعل إيجادها ونزعها مهمة صعبة.
لقد استمرت ميليشيا الحوثي في سياسة الأرض المحروقة عبر زرع العبوات الناسفة والألغام لتحقيق أكبر قدر من الخسائر في الأرواح ولتقود حرب شرسة على أهل اليمن. وقد عثرت قوات الجيش الوطني اليمني على حقل ألغام في محافظة البيضاء كانت أيادي الشر الحوثية قد زرعته لمنع تقدم قوات الجيش الوطني وأبناء القبائل من أبناء المحافظة التي تشهد توترا حادا بعد قضية مقتل المواطنة جهاد الأصبحي على يد مسلحي الحوثي.
يحاول المتمردون الحوثيون بكل جهدهم إلحاق الضرر باليمن بشرا وحجرا وكأنهم يسعون إلى تسوية هذا البلد بالأرض. لقد قضوا على كل ملامح الحياة وجعلوا من الحزن والشقاء السمتان المشتركان بين كل اليمنيين.