الأخبار

كأي حركة إرهابية حين تتأكد من أنها خاسرة لا محالة وأن مسألة دحرها من الأراضي التي احتلتها بات وشيكا، لجأت إلى قاتلها الصامت الذي دمر الأخضر واليابس وجعل من اليمن مقبرة للأحياء قبل الأموات.
ومثل اتفاق السويد المنعرج الحقيقي لتصرفات الميليشيات الحوثية، حيث عمدت منذ أن أجبرت على توقيع ذلك الاتفاق على إتباع سياسة الأرض المحروقة، إذ لجأت هذه الجماعة الإرهابية إلى نهب الثروات وتخريب الموارد الطبيعية والمنشآت وتفخيخ البر والبحر.
وعلى سبيل الذكر لا الحصر، فقد عملت الميليشيات على تلغيم مدينة الحديدة غربي اليمن عن طريق حفر أنفاق تحت المنازل والمباني، وطمر الألغام فيها مما يشكل تهديدا لأبناء المدينة.
كما دأبت هذه الميليشيات على تدمير المدارس والجامعات بهدف حرمان الأطفال والشباب من استكمال تعليمهم، في خطوة تكشف خبث أعمالهم التخريبية وتظهر الوجه القبيح لمخططهم الانقلابي الذي يستهدف تدمير اليمن ومستقبل أبنائه.
ويعد استهداف ميليشيا الحوثي للمنشآت المدنية والمستشفيات والمدارس والمقرات الحكومية بالقصف أو بالتفخيخ، استهتارا واضحا بأرواح المدنيين.
وقد أقدم المتمردون على تفجير جسر “الزيلة” الذي يبلغ طوله 30مترا، والذي يعتبر الشريان الوحيد الرابط بين مدينتي قعطبة جنوبا ودمت شمالا.
ويجدر الذكر أنه منذ بداية المواجهات المسلحة في جبهة الضالع فجرت الميليشيات الإرهابية تسعة جسور وعددا من المرافق الخدمية الحكومية والخاصة.
وتواصل الفرق العاملة في مجال إزالة الألغام جهودها لنزع بذور الموت التي زرعها الانقلابيون في الطرقات العامة والمنشآت المدنية والأحياء السكنية في خطوة لإبعاد شبح الموت عن أرواح المدنيين.
إذ تمكنت قوات الشرطة العسكرية في مديرية قعطبة بمحافظة الضالع من نزع وإبطال كميات كبيرة من الألغام الحوثية والعبوات الناسفة بجانب الطريق الرابط بين مدينة قعطبة والفاخر، والتي وجدت مزروعة وسط الأشجار ووسط الأحياء السكنية وبجانب الطرقات. علاوة على تفكيك عبوات ناسفة من عديد المناطق التي تم تحريرها خلال الأيام الماضية كشخب والقفلة.
إن اعتماد الميليشيات الحوثية على زرع الألغام لا يمثل دفاعا عن النفس ولكنه سياسة ممنهجة لدى هذه الجماعة من أجل استهداف الأبرياء وإيقاع أكبر قدر ممكن من الضحايا ونشر الرعب وترويع المواطنين ومعاقبة أهالي المناطق التي تطرد منها. وتعتبر فئتي النساء والأطفال هما الأكثر عرضة لمخاطر الألغام.
ورغم أن هذا السلاح محظور بمعاهدات دولية سبق لليمن أن صادقت عليها، فإن الحوثيين مازالوا مصرين على استخدامها، مما يؤكد طبيعتهم الوحشية ورغبتهم الجامحة في إحكام قبضتهم على السلطة بإخافة الناس وترويعهم وقتلهم لقناعتهم بأنهم يفتقدون للشرعية والمصداقية، لذلك حرصت على نشر بصمتها السوداء بمعدل مرتفع جدا ومثيرة للقلق حاضرا ومستقبلا ويمكن وصفها بأنها جريمة شنعاء غير مسبوقة.
إن الميليشيات الحوثية لا تستهدف بألغامها أرواح المدنيين فقط، بل أيضا مصادر رزقهم ومعيشتهم لتضييق الخناق عليهم. فمن لم يقض نحبه جراء الألغام سيموت ببطء جراء المرض أو الجوع.
لقد تعددت المآسي والنتيجة واحدة يمن حزين يرثي كل دقيقة أبناءه ويبكي حالهم، خاصة في ظل إصرار هذه الجماعة على تلغيم حاضرهم ومستقبلهم الذي بات مجهولا.
هذه المصائد القاتلة تربض بهدوء في أديم الأرض تتربص بالمدنيين حتى صارت أخبار الانفجارات أمرا عاديا.
ولن تكون حادثة انفجار لغم في 5 نساء الأخيرة، حيث أكد مصدر أن لغما أرضيا من بقايا الألغام التي زرعتها الميليشيات الحوثية أثناء وجودها في قرية القفلة انفجر مما أسفر عن إصابة 5 نساء 3 منهن جراحهن بليغة.
اليمن كان سعيدا لكنه صار تعيسا. وما كان ليصل إلى هذه المرحلة المحزنة إلا بعد أن انقلب الحوثيون على الحكومة الشرعية وتقويضهم لكل مقومات الحياة وسعيهم الدؤوب للانتقام من أبناء اليمن الذين يقاومون بوسائلهم البسيطة ويصرون على دفع الغالي والنفيس في سبيل استرجاع وطنهم الضائع.